إن عام 2025 قد بدأ بأكثر بداية واعدة. أخيرًا لدينا القادة الذين لطالما تمنيناهم. تصريحاتهم متماسكة، وبياناتهم واضحة وصريحة بشأن حقوق لبنان السيادية والضرورات الحرجة للسيادة، بدءًا من القاعدة القانونية التي لا يمكن انتهاكها إلى احتكار الدولة للاستخدام القانوني للقوة. ووفقًا لكلماتهم، أتوقع تمامًا من رئيسنا الجديد ورئيس وزرائنا (المعينين بعد) أن يفهموا ويدعموا الدور الحاسم للقطاع الخاص وحرية الصحافة.
كمتفائل ملتزم بشأن لبنان، أتمنى أن يكون بلدنا أخيرًا، على الرغم من أربع دورات رئاسية غامضة والعديد من الفجوات السياسية بشكل يائس، يستقبل القادة الديمقراطيين الذين سيكونون أخلاقيين ومقنعين في كل مكان والذين سيحملون شعلة سيادتنا بطريقة تجعلني أنسى خيبات القيادة من الماضي.
لكن التفاؤل الأعمى هو رفاهية لا نستطيع تحملها. منح فائدة الشك وتقديم الضرائب والدعم المهني للدولة والحكومة هو الشيء الأكثر عقلانية للقيام به. لكنني لا أثق في هذه المرحلة. الاختبار الحقيقي لسيادتنا الداخلية والخارجية سيكون إذا ظل لبنان، رغم نوايا قادتنا الجدد الحسنة، تحت رحمة قادة الميليشيات الذين تحولوا إلى سياسيين – منتجات اتفاق الطائف – الذين فشلوا باستمرار في التمسك بالمبادئ الأساسية للسيادة، والاستقلال، والوحدة الوطنية.
هل سنستمر في تحمل القادة الذين بعد خمس سنوات من انفجار المرفأ، والإفلاس الفعلي للدولة والقطاع المصرفي لا يزالون ينكرون على الناس حقهم في العيش بكرامة؟
الرئاسة الرابعة عشرة هو الوقت لمحاسبة ومعاقبة جميع المسؤولين الفاسدين والأنانيين الذين نهبوا الأرواح والثروة خلال وبعد الحرب الأهلية. شيء واحد يجب أن يكون واضحًا: الناس لن ينسوا من هو المسؤول عن الوضع اليائس الذي نجد أنفسنا فيه اليوم.
مع رياح التغيير التي تعيد تشكيل المنطقة، يجد لبنان نفسه اليوم في لحظة من الهدوء والأمل. نحن في عين العاصفة. بينما تستمر طائرات MK المسيّرة في تعذيبنا بأزيزها، لا ننسى ضعفنا والسيادة الضعيفة. ومع ذلك، فإن هذا المرة، الضيق الذي تسببه الطائرات المسيّرة الغازية يدفعنا لمواجهة شياطيننا والمطالبة جماعيًا بالاستقلال الحقيقي، مستعيدين السيادة التي طالما أنكرناها على أنفسنا.