لبنان يواجه وقتًا صعبًا للغاية، وحكوماتنا لم تتخذ أي إجراء على الإطلاق وبقيت في حالة من المماطلة على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية. هذا التراخي والانتظار لاتفاق مع صندوق النقد الدولي, يكشف بوضوح أن الحكومة ليست مؤهلة لمعالجة القضايا الاقتصادية وحالة الأزمة التي يواجهها لبنان. قدمت المؤسسات الدولية العديد من الأفكار والأساليب الإصلاحية، ولكن الحكومات الأزمة فشلت ليس فقط في الرد على هذه الإصلاحات الخارجية بل أيضًا في تحدي أي من الاقتراحات الإصلاحية، وظلت خاضعة تمامًا لمقترحات المؤسسات المالية الدولية والمانحين المحتملين الآخرين، على الرغم من عدم اتخاذ أي إجراء، وأظهرت عدم القدرة على فك الشفرة لما يمكن أن يكون حلاً مثاليًا للبنان. من الواضح أن العديد من الاقتراحات الإصلاحية المزعومة من قبل المؤسسات الخارجية قد يكون لها تأثير ضار على لبنان.
نهج مدمر
خطط الحكومة ركزت على إدارة الخسائر بدلاً من التركيز على مسار واقعي للتعافي. السهولة كانت سائدة في حلول الحكومات والأبرز بينها هو النية لإلغاء الودائع (بنسبة تقارب 90٪) ومعظم ديون العملة الأجنبية الحكومية، وهو انتهاك دستوري خطير. وهذا يتضمن أيضًا الاستراتيجية غير الحكيمة للإصلاح المتسلسل لإعادة هيكلة البنوك كمقدمة لأي إصلاح. مثل هذا النهج مدمر جداً للثقة في النظام المصرفي ولا يوفر حلاً قابلاً للتطبيق، بل يفاقم الأزمة الحالية ويعرض لبنان لإجراءات قانونية من قبل المودعين وحاملي الديون.
اللجوء إلى نظام سعر صرف متعدد من قبل الحكومة والمصرف المركزي غذى الإعانات غير المباشرة وزاد من العمليات شبه المالية التي خلقت تشوهات في السوق المالية. بدلاً من ذلك، كان يجب على الحكومة اتباع نظام سعر صرف عائم وجدولة الأصول المالية والالتزامات المتعثرة التي نشأت عن تقاعس الحكومة والمصرف المركزي عن التزاماتهم المالية.
سيوفر السيولة اللازمة التي هناك حاجة ماسة لها في الأسواق المالية والأعمال الخاصة، ويعيد الثقة في النظام المصرفي. سيتراجع إلى جدوى استخدام المال الافتراضي (الأجنبي والمحلي)، يشجع على التوفير والاستثمار، يعزز القدرة التنافسية، ويعزز تدفق الاستثمار الأجنبي إلى الاقتصاد اللبناني. بناء خطة تهدف إلى استعادة التمويل الخارجي الثنائي والمتعدد الأطراف فقط سيؤدي إلى زيادة عبء الدين، ويخلق مسارًا إضافيًا للفساد الناتج عن زيادة الإنفاق العام من قبل الحكومات المثبت عجزها. مثل هذه المساعدات المستهدفة لن توفر السيولة التي هي بأمس الحاجة في القطاع المالي، ولن تعزز النمو المستدام.
غياب إعانات ومعايير نقدية ذات مغزى أبعد الاقتصاد إلى نتائج رجعية كشفت عن خسائر كبيرة في الدخل الحقيقي نتيجة الإغلاقات الكبيرة للأعمال والتضخم الضخم الذي تجاوز الألف في المئة مقارنة بالفترة التي سبقت الأزمة.
استمرار على نفس النهج

الخطة الحكومية الحالية فشلت في توليد الثقة في النظام المصرفي. على العكس، أصبحت التعاملات النقدية هي العرف السائد، بينما أصبحت اكتناز النقود الأجنبية البديل للمدخرات المالية في البنوك، مما أدى إلى تقليل كبير في الوساطة وتهافت على البنوك.
النتيجة لعام 2023 ليست متوقعة أن تتغير، بل بالأحرى ستستمر في مواجهة الأنشطة الاقتصادية المتعثرة وانخفاض قيمة العملة المستمر. لا تزال الحكومة تصر على التمسك بنفس النهج الفاشل على الرغم من المعارضة الشديدة من كافة النقابات ومعظم جماعات الأحزاب السياسية وكذلك المودعين. بعض القطاعات في الاقتصاد، خصوصًا تلك التي استفادت من انخفاض العملة في السوق الموازية، استعادت القدرة التنافسية في الأسواق التصديرية وأسواق استبدال الاستيراد وحققت مكاسب حقيقية، لكنها لم تكن كافية لتعويض الخسائر الهائلة في القطاعات الأخرى.
للتقدم إلى الأمام، يجب تنفيذ إجراءات تصحيحية أساسية على الفور دون انتظار اتفاق على برنامج مع صندوق النقد الدولي. صندوق النقد الدولي نفسه قد أعرب بوضوح عن تجاهله لحقوق المودعين وأثار الشك حول قدرته على تحقيق نتيجة مثمرة بناءً على برنامجه. بل تبنى نهجًا لمزيد من تدمير الثقة في النظام المصرفي والحكومة ككل.
التالي هو دليل للخروج من الأزمة المتصورة:
- اعتماد سعر صرف عائم نظيف دون التدخل الخاطئ من قبل المصرف المركزي. للطفو فوائد عديدة. سيسمح للسوق المالي باستعادة القيمة الحقيقية للأصول المالية والالتزامات وينهي التمييز الحالي بين الدولارات الجديدة ودولارات البنوك.
- مع العائم، من الضروري تبني سياسات مالية صارمة حيث تستنفد العجز المالي الكبير الاحتياطيات وتهدد استقرار سعر الصرف الحر. العائم سيسهل تحقيق هدف الوصول إلى ميزانية متوازنة.
- كما أنه من الضروري جدولة كافة الأصول المالية والالتزامات الخاصة والعامة (بما في ذلك الديون العامة). هذا سيولد الثقة وعودة منظمة إلى حالة عادية من استحقاق الأدوات المالية.
- تشجيع إدارة القطاع الخاص للمؤسسات العامة الفاشلة ضروري لتحويلها إلى كيانات مربحة. يجب اتباع إجراءات مناسبة، بما في ذلك عملية مناقصة دولية، عند التعاقد مع الشركات الإدارية الخاصة الكفء.
- يجب النظر في إعادة هيكلة البنوك بعد النظر في الإصلاحات النقدية والمالية وسعر الصرف. يجب معالجة السياسات الفاشلة وسوء الإدارة الحكومية أولاً. إعادة هيكلة البنوك ببساطة عن طريق شطب الودائع هو نهج إنتحاري.
[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]Without serious and proper reform, Lebanon will continue to move on a destructive path.[/inlinetweet] Reform should start now, waiting for the grace of the IMF and the World Bank for approval is a waste of time as negotiations with such institutions are lengthy and could also be based on a faulty premise. The Lebanese government should cease to procrastinate and should initiate sequential reform immediately. Otherwise, the economy will continue to regress, poverty will escalate, and mass exodus of human capital will remain a way out of this prevailing chaos.