Home الاقتصاد والسياسةتحقيق في الإيرادات من بيانات الزلازل في لبنان

تحقيق في الإيرادات من بيانات الزلازل في لبنان

by Diana Kaissy

أحد العقبات الرئيسية التي واجهها لبنان بعد الحرب هو غياب الأدوات المناسبة للشفافية التي، في حال وجودها، كانت ستؤدي إلى مزيد من المحاسبة العامة. الوصول إلى المعلومات كان محدودًا، والآليات اللازمة للإفصاح تكاد تكون غير موجودة. مثل هذه القيود شجعت أشكالاً عديدة من الفساد.

على الرغم من أن السنوات الخمس الماضية شهدت جهودًا لتزويد الجمهور بأدوات شفافية أكبر – القانون 28 لعام 2017 بشأن الوصول إلى المعلومات، القانون 83 لعام 2018 بشأن حماية المبلغين عن المخالفات، والقانون 84 لعام 2018 بشأن تعزيز الشفافية في قطاع البترول – إلا أن المتابعة بعد القانون أظهرت أن الدولة كانت لديها نية ضئيلة في استخدام مثل هذه الأدوات لتعزيز المحاسبة العامة وزرع الثقة بين مختلف أصحاب المصلحة. الثورة في 17 أكتوبر كانت جزئيًا مدفوعة بسنوات من الغضب والإحباط المتزايد من ممارسات السياسيين الفاسدة والمصلحية – المواطنون اللبنانيون يطالبون بمزيد من المحاسبة.

هدفنا في مبادرة النفط والغاز اللبنانية (LOGI) هو ضمان استفادة المواطنين اللبنانيين اقتصاديًا من مواردهم الطبيعية. في هذا السياق، في ديسمبر 2019، وبالتعاون مع مؤسسة هينرش بول الشرق الأوسط، تعاونا مع الصحفي الاستقصائي جاد غصن لدراسة عائدات مبيعات البيانات الزلزالية. منذ عام 2003، لبنان يتلقى نسبة من عائدات مبيعات حزم بياناته الزلزالية البحرية. هناك حاجة إلى وضوح حول كيفية إدارة هذه العائدات لضمان الحكم الرشيد على قطاع البترول وتحسين المساءلة العامة. على وجه الخصوص، كنا مهتمين بفهم كيفية تراكم هذه العائدات – الإطار القانوني – وكيفية إدارتها. الهدف النهائي كان اقتراح خطوات عملية ملموسة تضمن الرقابة العامة السليمة التي تؤدي إلى المحاسبة حول هذا المال العام.

تم إجراء سلسلة من المقابلات ومراجعات الأدبيات. تمت استشارة مختلف أصحاب المصلحة – ثلاثة نواب وثلاثة خبراء في المجال – حول القضية. بعد جمع وتحليل جميع البيانات، أصدر LOGI دراسة في ديسمبر الماضي توضح التالي:

  1. وقعت شركتان، بتروليوم جيو سرفيسز (PGS) وسبيكتروم، عقودًا منفصلة مع الحكومة اللبنانية تمنح الأخيرة نسبة من العائدات التي تكسبها كل من الشركتين عند بيع حزم البيانات الزلزالية للجهات المهتمة. اكتملت المسوحات الزلزالية في عام 2014 ولكنها بدأت في عام 2000 (سبيكتروم) و2006 (PGS).
  2. تشير أبحاثنا إلى أن الحكومة تلقت 80 بالمئة من عائدات بيع البيانات الزلزالية؛ الشركات 20 بالمئة. ومع ذلك، تعذر على LOGI تأكيد ذلك لأن العقود ليست متاحة حاليًا للجمهور. (يتطلب الإصدار العام تحديد الحساسية التجارية من قبل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، والتي لم يتم إنشاؤها بعد.)
  3. يتم إيداع العائدات المتراكمة في حساب بنكي يديره وزير الطاقة والمياه ومدير المنشآت النفطية
    في لبنان.
  4. وفقًا لإدارة البترول اللبنانية، بلغت العائدات المتراكمة حتى أكتوبر 2019 حوالي 43.03 مليون دولار.

في ضوء ما سبق، يوصي LOGI بما يلي لتعزيز قدرة الجمهور على الرقابة:

  1. تدقيق الحساب الذي تُودع فيه هذه العوائد من خلال شركة تدقيق مستقلة – يتم اختيارها عبر عملية شراء شفافة – للتحقق من العوائد المودعة، ومصادرها، والنفقات. هدف هذا التدقيق هو اتباع تدابير الشفافية التي لا تزال غائبة في إدارة الأموال العامة، بغض النظر عن حجم الحساب.
  2. نشر الاتفاقيات التي بموجبها تجمع الدولة اللبنانية حصة من بيع البيانات الزلزالية، مع الاحتفاظ بالمعلومات التي يمكن أن تتعرض للخطر بمصالح الدولة تجاه الشركات – هذا يقع ضمن الحفاظ على التنافسية. (وفقًا لأصحاب المصلحة، يمكن أن يكون نشر الاتفاقيات ضارًا بالمصلحة العامة، حيث أن الكشف عن مثل هذه المعلومات يمكن أن يؤثر سلبًا على التنافسية المطلوبة للشركات المهتمة بجولات التراخيص، وبالتالي تضعف قدرة الدولة على التفاوض مع الشركات الأخرى التي يمكن التعاقد معها في المستقبل لإجراء مسوحات إضافية.)

يمكن العثور على هذه التوصيات، إلى جانب التحقيق الكامل، على موقع LOGI. على الرغم من أن قطاع النفط والغاز ليس علاجًا سحريًا يساعد لبنان على تجاوز الصعوبات الاقتصادية والمالية والسياسية الحالية، إلا أنه يمثل الأمل للبنانيين. هذا هو السبب في أنه من الضروري حماية هذا الأمل من خلال ضمان أن قطاع البترول في المستقبل سيلتزم بأعلى معايير الرقابة العامة والمحاسبة.

ذكرت نسخة سابقة من هذا المقال عضوًا من إدارة البترول اللبنانية (LPA) كأحد أصحاب المصلحة المشاركين. تم إزالة ذلك بناء على طلب LPA حيث كان تورطهم عبارة عن مكالمة هاتفية موجزة وليست مشاورة كاملة.

You may also like