إذا كان هناك أي شيء مفلس في هذا البلد، فهو المؤسسة. إن عدم كفاءتهم فظ جدًا وواضح ولا يوجد شيء يمكنهم فعله لإقناعنا بخلاف ذلك.
الحكم واضح، هم يعلمون ذلك، والجميع يعلم ذلك – محليًا وإقليميًا ودوليًا. نحن جميعًا نشاهدهم وهم يتمسكون بالسلطة التي يعتقدون أنهم لا يزالون يمتلكونها، والتي سيتشبثون بها حتى آخر نفس لهم – على حساب القليل من الصبر المتبقي لدينا. بينما تحاول المؤسسة الدفع بالحكومة الجديدة، تستمر المسافة في النمو. الانفصال نهائي.
إن اليقظة التي شهدناها خلال الأشهر القليلة الماضية من الاحتجاجات أظهرت رجالًا ونساءً شبابًا منخرطين وأذكياء يفهمون مفاهيم السيادة والغرض والاستقلالية والإنتاجية والكفاءة. لبنان مليء بالإمكانات، إمكانات لا يمكن الوصول إليها إلا عندما نحرر أنفسنا من هؤلاء المعوقين المحليين والدوليين الذين كانوا مشغولين باستخراج ثروتنا من المعرفة والمواهب والإبداع لمصالحهم وأجندتهم الخاصة.
لا يتعين علينا بالضرورة أن نتفق مع أي من خطط الإنقاذ الاقتصادي التي تمت مناقشتها في هذه القضية. مجرد وجودها هو دليل على أن اللبنانيين في الداخل وبين المغتربين هم مجموعة من المواهب القادرة على إحياء الأمل في البلد الجديد الذي نطمح إليه. بلد سيسمح لنا بأن نؤمن بمستقبل للبنان خالٍ من أخطاء ماضينا.
وفي الوقت نفسه، مع توزيع أوراق جيوسياسية جديدة، علينا أن نكون يقظين. هذه الفراغ مناسبة لأولئك الذين يزدهرون خلال حالات عدم اليقين. يقومون بتوسيع سيطرتهم وتعزيز قبضتهم في محاولة لجرنا إلى مواقع تناسبهم. مواقع ستقوض سيادتنا وتضعف أسواقنا بشكل متزايد.
الاختلاف بين هؤلاء الإصلاحيين المستيقظين والمؤسسة المتحيرة لا يمكن أن يدوم طويلاً. لبنان بحاجة ماسة إلى التغيير – التغيير الأساسي والدائم.
هذا التغيير سيأتي. أنظر إلى شعبه، من خلالهم سيكون للبنان مستقبل يستحق الكفاح من أجله.