Fفي التقرير الخاص لهذا الشهر حول المرأة في مكان العمل، اختارت “إكزكيوتيف” عرض مجموعة مختارة من سبع سيدات لبنانيات ناجحات في المناصب الإدارية العليا. بعض هؤلاء النساء يعملن في القطاع الخاص، في حين أن أخريات يعملن في القطاع العام، ولكن رغم كل الاختلافات في عناوين وظائفهن وأدوارهن، فإنهن يشتركن في بعض الأمور المشتركة. كلهن طموحات، ويعملن بجد وتمكن من بناء حياتهن المهنية على الرغم من العوائق التي تواجهها معظم النساء العاملات. كلهن نشأن في عائلات داعمة عززت طموحاتهن، وكلهن الآن ينسبن لصحة العائلة التي بنونها والأزواج والأطفال والدعم الذي يقدمونه لمساعدتهن على تحقيق هذا النجاح. في هذه الملفات، نسألهن كيف أدارن هذا التوازن، وما الذي يدفعهن للنجاح وما الدروس التي سيقدمنها للشابات اللواتي يدخلن للتو إلى سوق العمل.
اقرأ المزيد من الملفاتبمجرد نشرها هناأو احصل على عدد مارس في الأكشاك في لبنان.
فوق مكتب منى عبد اللطيف، مديرة المباني بوزارة الأشغال العامة، توجد لوحة من رسم ابنتها البالغة من العمر 10 سنوات تصورها كبطلة خارقة. تقول: «يعني لي الكثير أن تكون بناتي فخورات بإنجازاتي ويرونني كنموذج يحتذى به لاختياراتهن المهنية المستقبلية».
[pullquote]”When we graduated, we were among the first women engineers in the country”[/pullquote]
تقول عبد اللطيف، التي لديها سبعة أشقاء، إن والديها كانا مفتوحي العقل جدًا مقارنة بأقرانهما من الجيل في الستينيات. أصروا على أن جميع أطفالهم، بغض النظر عن جنسهم، يحصلون على تعليم عالي تنافسي ولذلك درست الهندسة المدنية في الجامعة العربية. «كان هناك عدد قليل جدًا من النساء يدرسن الهندسة المدنية في وقتي وعندما تخرجنا، كنا من بين أول النساء المهندسات في البلاد. لكن اليوم، هناك الكثير».
عند التخرج، انضمت عبد اللطيف إلى وزارة الأشغال العامة كمهندسة وتقول إنها أثبتت نفسها من خلال عملها الشاق والمثابرة، مركزة على تحسين مهاراتها من خلال أخذ دورات تصميم حاسوبية وأوتوكاد طوعية. صعدت في الرتب على مدى ثماني سنوات حتى تم تعيينها مديرة المباني في الوزارة، واحدة من القليلات، إن لم يكن الوحيدة، المالية “الدرجة الأولى” في القطاع العام.
بالنسبة لعبد اللطيف، تكون المرأة الناجحة عن التوازن. «ليس كافيًا أن تتفوق فقط في حياتك الشخصية، في المجتمع والمنزل وتفشل في مهنتك، ولا يكفي أن يكون لديك مهنة متميزة لكن حياتك الشخصية كالأطلال. التوازن هو الأفضل.»
المفتاح لتحقيق هذا التوازن، تقول عبد اللطيف، هو التفاني والإخلاص في كل من المجالات الخاصة والعامة. «أكمل دائمًا عملي مع الحكومة بأفضل المعايير، مع الالتزام بكافة السياسات والإجراءات على حساب إغضاب الناس. وأظهر نفس التفاني لحياتي العائلية.»
وتنسب جزءًا من نجاحها أيضًا للشراكة التي لديها في المنزل مع زوجها، والتي تقارنها بإدارة شركة. تقول عبد اللطيف: «زوجي، وهو جنرال في قوى الأمن الداخلي، وأنا نتعاون في تربية بناتنا الثلاث. يتولى بعض المهام مثل مساعدتهن في الواجبات المدرسية وقيادتهن إلى المدرسة، في حين أنني أتولى مهامًا أخرى مثل الطهي». وتضيف أنهما كزوجين يشجعان بعضهما البعض على التقدم في حياتهم المهنية.
كانت عبد اللطيف من بين 15 مرشحة لجائزة المرأة اللبنانية المتميزة 2012، وهو اعتراف تقول إنها تشرفت بالحصول عليه. «هذا الترشيح يعني أنني قد تم الاعتراف بإنجازاتي وأن مسيرتي المهنية لها معنى للناس، وأنني لم أمر مرور الكرام دون أن أُلاحظ.»