تخطط باتشي الدولية (باتشي)، الشركة العائلية لصناعة الشوكولاتة التي تتخذ من لبنان مقراً لها وتعمل في أكثر من 29 دولة، لعرض ما يصل إلى 49 بالمئة من ملكيتها لشريك استراتيجي خلال العامين المقبلين، كما يقول مؤسسها ورئيسها نزار شقير لمجلة إيكونوميست.
يقول شقير: “نعتقد أننا لا يمكننا الاستمرار بمفردنا. نحن لسنا في حاجة إلى التمويل. نحن فقط بحاجة إلى شركات في مجال عملنا لها خبرة أكثر منّا في المجالات التي نرغب في الاستثمار فيها”. سيتم إدراج الشركاء الاستراتيجيين في مجلس إدارة الشركة بشرط ألا يتخلصوا من استثماراتهم لمدة خمس سنوات من وقت الاستحواذ.
الخطة لتوسيع قاعدة المساهمين بدأت لأول مرة في عام 2009 عندما أعلنت باتشي أنها مهتمة بطرح 49 بالمئة من الشركة عبر طرح عام أولي (IPO) لكنها ألغت الاكتتاب لاحقًا مشيرة إلى أوضاع السوق بعد الأزمة المالية كسبب.
رفض شقير إعطاء تفاصيل حول مقدار قيمة الشركة أو ما سيكون سعر الهدف لأي اكتتاب عام أولي، موضحًا أن تقييم الشركة لم يتم تحديده بعد. لكنه يقول إن الشركة شهدت زيادة بنسبة 45 بالمئة في المبيعات منذ ارتفاع أسعار الكاكاو العالمية في عام 2010.
وفقًا لشقير الذي أشرف على العمل منذ عام 1974، قد يكون التوسع الجديد خليطًا من المشاركة في الأسهم والاكتتاب العام الأولي، لكن الشركة لم تقرر بعد ما إذا كانت ستعرض الحصة المقترحة بالكامل لشريك استراتيجي، أو تطرحها في السوق، أو تبحث عن مزيج من كليهما. يضيف أن الشركة تستهدف حاليًا بيع ما بين 45 و49 بالمئة.
لكن، الإدراج في لبنان ليس خيارًا لباتشي لأن “لبنان لا يملك قوانين تحميك أو تحمي الشركاء الذين تعمل معهم ويمكن للمحامين خداعك”، كما يقول شقير. بل يضيف أن الشركة ستنقل تسجيلها فعليًا إلى جزيرة جيرسي في المملكة المتحدة بسبب قوانينها الضريبية ولأنها “تعترف بالقوانين الإسلامية [السنية] التي تنص على أنه عندما يتوفى المالك، يعطى السهم للابن ونصف ذلك للابنة.”
عند سؤاله عن نوع الشريك الذي قد يرغب باتشي في بيع حصة له، أكد شقير أن الشركة لا تبحث عن البيع لصندوق خاص بل إلى شركة أكبر من باتشي في نفس خط العمل لخدمة أسواق هدفهم الجديد.
وفقًا لشقير، في السنوات القادمة ستركز باتشي على توسيع البيع في الشرق الأقصى مع التركيز على الصين. هذه الخطوة هي واحدة من سلسلة من الإجراءات التوسعية التي تتخذها الشركة بعيدًا عن سوقها المحلي في لبنان. أكبر عمليات باتشي موجودة في المملكة العربية السعودية حيث تركز أيضًا تصنيع الشوكولاتة الخاصة بها.
لكن رغم أن التركيز الرئيسي للتوسع خارج وطنه، فإن شقير يؤكد أنه لن يتخلى عن لبنان. يخبر مجلة إيكونوميست أن مصنعًا جديدًا بمساحة 15,000 متر مربع يقع على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب بيروت من المقرر افتتاحه بنهاية العام ويضيف أن باتشي تتوقع أيضًا افتتاح أربعة فروع جديدة في البلاد (حازمية، نابلس، جبيل وصور). “لكن هذا سيكون كل شيء في لبنان”، يقول. “أحب لبنان وما زلت أستثمر هنا لأنه المكان الذي أنتمي إليه. ومع ذلك، لن أستثمر أكثر من ذلك.”