ترك عام 2021 طعمًا مريرًا. وصَدِّق أو لا تصدّق، فإن هذا الطعم الرهيب للفشل النظامي يزداد سوءًا. إن عدم تحرك الحكومة يزيد من إحباطات الناس، حيث يناورون حول التهديدات اليومية وعدم اليقين واليأس. هذه الحقيقة تعد بسلوك أسوأ من كلا الطرفين؛ الغطرسة وعدم الكفاءة من الطرف الأول، والحيرة المضللة من الطرف الثاني.
افتقار الميزانية المقترحة للتوافق مع استراتيجية واضحة ومفصلة ترسم خطة مستفيضة لإحياء الاقتصاد واستعادة حقوق الناس يتحدى كل التوقعات والمبادئ الاقتصادية. نحن قلقون من الأضرار التي قد تنتج عن تمرير خطة هاوية أخرى مشابهة لتلك لعام 2020 قبل الانتخابات. ميزانية غير إصلاحية مليئة بالانفاق العشوائي والإيرادات غير العادلة سيخدم فقط الطبقة السياسية. سيعزز نموذجًا اقتصاديًا استنزافيًا فاشلًا سيستهلك الموارد المتبقية ورأس المال.
بينما ننزف، ندرك أننا بحاجة لاعتماد خطة فورية توزع الخسائر بشكل عادل قبل أن تُستنزف المزيد من الأموال، ولكن الخوف هو أن ما يُحاك خلف الأبواب المغلقة ليس سوى خيانة أخرى تسمح للحكومة بالهروب من العقاب والمسؤولية عن سوء إدارتها وفسادها، والأسوأ من ذلك، تحميل المواطن أكثر العبء. إن عدم توازن المعلومات مزعج؛ يستحق الناس أن يكونوا جزءًا في صياغة خطة تعزز نموذجًا اقتصاديًا شاملاً يحسّن الفرص المتكافئة للمشاركين الماليين في النمو الاقتصادي، مع استفادة كل أجزاء المجتمع.
من ناحية أخرى، ما زلنا ننتظر حجة مضادة واعدة وبناءة وطموحة من مجموعات أو أفراد إصلاحيين. حتى الآن، كل ما نراه هو تصريحات تفاعلية وانتقامية وعدوانية بشكل رسائل وردود لا ترقى حتى إلى خطاب مقدم عن عقيدة إصلاح سياسي تعكس ملحاحات الناس وتدعم التوقعات الواقعية.
للأسف، المجتمع الدولي أيضًا قد لاحظ هذا الافتقار للرؤية. لا يوجد بين المدافعين المحليين أو الدوليين من يُسَرّ بفشل مجتمعنا حتى في اقتراح بديل قوي للواقع الفاسد، الذي يتشابه بشكل متزايد مع الفاشية الطائفية التي يمارسها قلة يعلنون بصوت عالٍ أنهم يمثلون أفضل مصالح اللبنانيين لكنهم ينتهكون باستمرار حقوق الناس ومستعدين لاستخدام الأكاذيب وأي وسيلة متاحة لتحقيق أهدافهم العنيفة.
لم تكن أي ديمقراطية بمنأى عن العنف من الخارج، أو محاولات الاستيلاء الجذرية والوحشية من الداخل. لذا، بينما نشغل أنفسنا بتعليق آمالنا على الانتخابات المرتقبة ووضع رهاناتنا على أن هشاشة الديمقراطية لا تخذل أحلامنا، فإن الوقت قد حان للمصلحين والمعارضة لطرح رؤية شاملة قابلة للتنفيذ يمكن أن تبطل محاولات المؤسسة للتقليل من حقوقنا.
نعم، نريد الانتقام من الماضي الفاسد ولكن من خلال بناء اقتصاد قابل للاستمرار ومتنوع وعادل. لا يمكننا وضع آمالنا في التصويت لصالح خيال سياسي آخر، لأننا نحتاج إلى أكثر من خطة جيدة أو اتفاق.