Home افتتاحيةالأمل، رغم أنفنا

الأمل، رغم أنفنا

by Yasser Akkaoui

لم يتردد اللبنانيون في التعبير عن استيائهم في عام 2012.

كانت المظالم التي تكمن وراء هذه المظاهر من الاستياء العام واضحة: تراجع القدرة الشرائية، الحالة المتهالكة للبنية التحتية والمؤسسات العامة في البلاد، وعدم الاستقرار والجريمة المتأصلة في البلد.

هتف المعلمون والعاملون في القطاع العام في الشوارع مطالبين بأجر يحقق العيش الكريم، وقام سائقي سيارات الأجرة والحافلات بإغلاق الطرق والتقاطعات الرئيسية منددين بتكلفة الوقود، بينما ضربت الاحتجاجات طرفي شبكة الكهرباء مع غضب العملاء من الانقطاعات المستمرة للعروض وعمال اقتحام مكاتب كهرباء لبنان مطالبين بأجر عادل وحقوق العمل. ثم كانت هناك الإطارات المحترقة، والخطف، والاحتجاجات ضد الخطف، والخطف الانتقامي، والمزارعون وأسرهم الذين يعترضون على قوات الأمن لمنعها من تدمير محاصيل القنب الزراعة.    

وكل ذلك بجانب الاشتباكات المسلحة المتكررة في طرابلس وعلى الحدود وفي أماكن أخرى؛ واغتيال وحشي؛ واقتصاد في حالة غرق وتضخم متزايد؛ ووجود اللاجئين الفارين من حرب أهلية مجاورة؛ وتراجع موسم السياحة مع تأثيره الواسع على القطاعات التجارية وزيادة الضغط الدولي على المصارف اللبنانية من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الأزمات الأخرى. بالتوازي، فقدت كل الطبقة السياسية لدينا — كل من الحكومة والمعارضة — أي سلطة أخلاقية متبقية لقيادتهم، مما أظهر أنهم فاسدون حتى النخاع وغير مرنين للتغيير.

لو كان لدينا كرة بلورية في يناير وكنا نعرف كل هذا كان في الأفق للأشهر الـ12 التي ستأتي، ربما كنا قد رفعنا أيدينا وحجزنا تذاكر السفر إلى الخارج بينما نكتب وصية لبنان الأخيرة.

ومع ذلك، لا زلنا هنا. لبنان يستمر. لبنان يبقى. لأن هذا ما يفعله اللبنانيون. وكيف؟ لأنه بالرغم من أنفسنا، بالرغم من الألم والشكاوى، يعيش الأمل في حمضنا النووي. حتى عندما كانت الشركات تغلق هذا العام، كانت أخرى تفتح؛ نما الفضاء الريادي كما لم يحدث في الذاكرة الحديثة؛ استمر المطورون في البناء في جميع أنحاء البلاد، ليس للبيع غداً، ولكن بعد غد — اليوم الأفضل الذي يقول الجميع إنهم يرونه قادماً.

السنة المقبلة سيكون لديها تحدياتها بالتأكيد، لكن الفرص تفتح لتحقيق التقدم – هيئة أسواق رأس المال الجديدة، قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وربما حتى سكة حديد على الساحل.

ومن ثم هناك الانتخابات. هل سيعبر اللبنانيون أخيرًا عن استيائهم في صندوق الاقتراع؟ أرغب في أن أكون متفائلًا.  

You may also like