Home افتتاحيةالتلاشي في الظلام

التلاشي في الظلام

by Yasser Akkaoui

لقد سعينا لبناء لبنان أفضل. شهرًا بعد شهر، سلطنا الضوء على إخفاقات الدولة وأعلنا عن النجاحات التي حققها اللبنانيون، سواء في الداخل أو الخارج.

ببطء ولكن بثبات بعد انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عامًا في عام 1990، تقدمت البلاد وأبناؤها المبدعون إلى الأمام. كانت هناك الأوقات الجيدة؛ صيفيات الوفرة، عندما نمت السياحة والتجارة وبدا وكأننا نترك مشاكلنا خلفنا. كانت هناك أيضًا الأوقات الصعبة. تحملنا نقص الحكم، الحرب مع إسرائيل، الفساد المستشري، و موجة الاغتيالات. لكن رغم كل ذلك ما زلنا نؤمن بأن الأمور ستتحسن.

الآن بدأ الأمل يتلاشى. السماء المشمسة أفسحت المجال للسحب الداكنة، حيث تهديد الحرب يطرق باب البلاد مرة أخرى. لكن هذه المرة ليست هناك عدو خارجي يجلب الموت إلى أبوابنا، بل اللبنانيون يعودون لمواجهة بعضهم البعض.

في الشهر الماضي ضربت ثلاث قنابل لبنان – واحدة في ضاحية الرويس في بيروت واثنتان استهدفتا مساجد في طرابلس خلال صلاة الجمعة – قتل خلالها حوالي 80 شخصًا. بينما لا نعرف الجناة، وقد أشار الكثيرون إلى قوى خارجية، إلا أن الوفيات هي نتيجة لفشلنا في تحصين لبنان من الرياح العاتية التي تهب على المنطقة. لقد سمحنا لأنفسنا بأن نصبح جزءًا من الأزمة المجاورة.

بعض أبرز العقول اللبنانية يخططون بالفعل للرحيل. أولئك الذين بقوا يشعرون بالجمود – ليس هناك الكثير مما يمكننا القيام به كمجتمع مدني وصحفيين لوقف دق ناقوس الحرب.

بالنسبة لأولئك منا الذين بقوا هنا، فإن أصداء الثمانينيات تتردد. في تلك الأيام المظلمة، انطوينا على أنفسنا. المقهى، ودار العبادة، والتجمع الودي كلها أصبحت مسمومة بشك يلوح بوجود الموت في الأفق.

بدون الأمن الذي يأتي من حكومة شرعية وجيش قوي، تنتظرنا أوقات مظلمة.

You may also like