Home افتتاحيةهل نجرؤ؟

هل نجرؤ؟

by Yasser Akkaoui

الأفيال هي رمز القوة. هذه الأوقات من التنافس المحير على القوة تذكرنا أن لاقتصاد لبنان حقًا أساسيًا في الأمن والاستقرار. إذا كنت شخصيًا تحب صحبة الفيل فهذا ثانوي، طالما أن قوتهم تُستخدم ديمقراطيًا.

الجانب المرعب من هذه المعادلة هو أنه عندما يخرج الفيل عن السيطرة في أي غرفة، يكون مدمرًا بشكل كارثي. بدون ترويض، يعمل فيلنا بحرية لفترة طويلة جدًا. المشكلة هي أننا لا يمكننا وصفه خطأً، أو نبذه، أو طرده، لأن سنوات من التلقين قد جعلته جزءًا من هوية الأفراد والعائلات والمجتمعات اللبنانية.

نفهم أن هذا الفيل هو جزء من خليط مجتمعاتنا الوطنية، نعرف جذوره وعقيدته، ونحن ندرك جيدًا الطريق الدموي الذي اتخذه على مدار أربعين عامًا، يهوج ويصلح من أجل لبنان ورغمًا عنه. ولكن في كل وعينا بهذه القدرة التدميرية ورغم السجل الذي يشمل سنوات من تقويض حكم القانون، تجاوز السيادة الوطنية، جمع الأسلحة، وأخيرًا، إتقان الأسلحة السيبرانية واستخدامها في الحروب السيبرانية لدعم المصالح السورية والإيرانية، ندرك أيضًا أن ترويض هذا الفيل يتطلب مداعبًا/مروضًا للفيلة.

في هذه اللحظة التي نواجه فيها انهيارًا فعلياً لدولة، لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي أمام اختطاف القضايا الاجتماعية اللبنانية أو استمرار تدمير سياستنا ومستقبلنا. نعم، فيل اليوم خرج عن السيطرة بشكل خطر أكثر من أي وقت مضى وفشل، جنبًا إلى جنب مع كل المؤسسة اللبنانية، في الوفاء بأي وعد للشعب بينما يصد بعناد البدائل.

هذه الحقيقة البشعة لا تطاق، لكن حان الوقت لمواجهتها. انظر إلى أرضنا القاحلة، مطاحننا الراكدة، شبابنا الضائع وأعيننا الخائفة.

قد تنظر الأفيال بتكبر إلى زملاء الغرفة. لكن أي فيل محتمل أو حقيقي في غرفتنا يجب أن يفهم أن لبنان لم يعد قادراً ولا سيقبل بعد الآن الدوس على شؤونه ومصالحه لصالح رعاة مستبدين وشهوانيين للدماء.

You may also like