Home الاقتصاد والسياسةإعادة بناء الثقة قبل إعادة بناء لبنان

إعادة بناء الثقة قبل إعادة بناء لبنان

by 100 percent

كان يُعتبر لبنان لفترة طويلة “نافذة الشرق الأوسط” ، وكان ذلك مبنيًا على مبدأ الحرية الفردية والاقتصادية والثقافية ، وكذلك حرية التعبير والصحافة والفكر والعقيدة والمشروع. اليوم يمر لبنان بإحدى أخطر الأزمات السياسية في قرنه من الوجود ، مما أدى إلى انهيار نظامنا الاقتصادي: المالي والاجتماعي والثقافي والصحي والقضائي والأمني.

لبنان لديه تاريخ طويل من الاضطرابات السياسية والصراعات المستمرة مع الدول المجاورة التي أدت إلى نقص الاستقرار والأمن في البلاد. الفساد منتشر؛ العديد من المسؤولين الحكوميين والسياسيين متهمون بالاختلاس وسوء إدارة الأموال العامة. نظام معقد من الانقسامات الدينية والعرقية أدى إلى التوتر والصراع بين المجموعات المختلفة في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك نقص في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي والرعاية الصحية، مما أدى إلى تدهور مستويات المعيشة للعديد من المواطنين. لبنان يواجه أيضًا مشاكل بيئية، بما في ذلك التلوث، وإزالة الغابات، والاستخراج الزائد للموارد الطبيعية.

كان لتخلف الحكومة اللبنانية عن السداد في مارس 2021 تأثير كبير على سمعة لبنان وسمعته النظرية والمحلية. المشكلة تكمن في نقص السيولة؛ إنها ليست خسائر بل التزامات. ساهم قرار التخلف عن السداد هذا، لأول مرة في تاريخ لبنان، في تخفيض تقييم خطر لبنان إلى مستوى “التخلف”، مما قطع الكثير من الإمكانات لكل من الحكومة والقطاع الخاص للوصول إلى الأسواق الدولية. أثر التخلف عن السداد على سمعة لبنان كدولة مستقرة وموثوقة للاستثمار والأعمال التجارية. كما يعتبر انتكاسة كبيرة لاقتصاد البلاد – الذي يعاني منذ سنوات – وأثار قلقًا بشأن قدرة البلاد على سداد ديونها. كما أبرز التخلف عن السداد نقص التوافق السياسي وعجز الحكومة عن تنفيذ السياسات الفعالة. بالإضافة إلى ذلك ، أثر التخلف أيضًا على علاقة لبنان بالمنظمات الدولية والدول والمقرضين، الذين قد يكونون أقل استعدادًا لتقديم المساعدة المالية في المستقبل، بالنظر إلى عدم قدرة الدولة على سداد ديونها.

المعاناة التجارية

في الوقت الحالي، المشكلة الأكبر في لبنان هي عدم الثقة بين الجمهور في قدرة الحكومة على إدارة الموارد العامة والأموال بشكل فعال، نتيجة الإخفاقات الطويلة الأمد في تقديم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة، وفشلها في معالجة الأزمة الاقتصادية أو محاسبة المسؤولين، وفشلها في حماية المواطنين من الجريمة والعنف.

بمجرد إعادة بناء الثقة، يمكننا بعد ذلك البدء في إعادة بناء البلاد!

الأزمة الاقتصادية في البلاد أدت إلى تدهور القطاع الخاص؛ تواجه الشركات تراجع الإيرادات، وارتفاع التكاليف، ونقص الوصول إلى الائتمان. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات الإفلاس والإغلاق وفقدان الوظائف في القطاع الخاص. نقص العملات الأجنبية يجعل من الصعب على الشركات استيراد المواد الخام، ودفع الأجور، وخدمة ديونها، مما أدى إلى تخفيض الإنتاج، واضطرابات في سلسلة التوريد، وانخفاض القدرة التنافسية. كما تسبب الأزمة الاقتصادية في انخفاض الطلب الاستهلاكي حيث يملك الناس دخل أقل للإنفاق على السلع والخدمات مما أدى إلى انخفاض المبيعات والإيرادات. لبنان يواجه صعوبة في جذب الاستثمارات الأجنبية، نظرًا للحذر المستثمرين من وضع أموالهم في بلد ذو اقتصاد ضعيف ومستويات عالية من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، أدت الأزمة إلى نقص الوصول إلى الائتمان للشركات، حيث تواجه البنوك مشاكل في السيولة وأقل استعدادًا لإقراض الأموال، مما يجعل من الصعب على الشركات الاستثمار والتوسع.

[inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]The government and banks need to service their liabilities rather than writing them off by creating adequate liquidity in the financial sector. [/inlinetweet]Therefore, the prominent solutions that 100% Liban believe can resolve the crisis and aim to work on in 2023, are the following:

1. حماية جميع الودائع: ضمان حماية الودائع بالكامل وأن أي خسائر تتكبدها البنوك المصفاة سيتم تعويضها من خلال القنوات المناسبة بما في ذلك تمويل المؤسسات من أصول الدولة.

2. التحرير الكامل لسعر الصرف لجميع المعاملات (البنوك، الحكومة، القطاع الخاص، ومكاتب الصرافة)، ووضع حد لأسطورة “الدولار” وتوحيد قيمة الدولار على الفور. هذه العملية تلغي تهديد شطب ودائع المواطنين وتعيد الثقة في العملة الوطنية والبنوك. إن تحرير سعر الصرف له تأثير إيجابي بدلاً من نتيجة سلبية تؤدي إلى التضخم أو انخفاضه. التحرير الكامل لسعر الصرف أيضًا يخلق السيولة.

3. إعادة جدولة جميع الودائع والالتزامات في القطاع المصرفي من أجل توفير السيولة المطلوبة لاستعادة الاقتصاد، وكذلك إعادة جدولة الديون السيادية وتكلفة خدمتها، مع أخذ فترة سماح لا تتجاوز سنتين في الاعتبار.

4. تحقيق توازن في الميزانية هو عنصر أساسي لتحقيق الاستقرار في سعر الصرف، حيث أن العجز المالي الموثق جيدا يسهم في عجز ميزان المدفوعات ويمكن أن يصبح عاملاً في تدهور العملة بشكل متزايد.

5. تمويل مؤسسات الدولة؛ يمكن أن يتبع الحل العملي المقترح أولاً تحسين حوكمة القطاع العام من خلال خصخصة إدارته على أساس كل حالة على حدة بدءًا من المؤسسات الرئيسية: الهاتف المحمول، قطاع الطاقة، خطوط طيران الشرق الأوسط، خدمات الموانئ، المطار، وكازينو لبنان، وكذلك تأجير بلوكات النفط والغاز.

دور القطاع الخاص

يمكن للقطاع الخاص، بخبرائه، أن يلعب دورًا هامًا في إعادة بناء الاقتصاد اللبناني من خلال:

1. خلق فرص عمل: يمكن للقطاع الخاص خلق فرص عمل من خلال الاستثمار في أعمال جديدة وتوسيع الأعمال القائمة، مما يمكن أن يساعد في تقليل البطالة وتحفيز النمو الاقتصادي.

2. جذب الاستثمار الأجنبي: يمكن للقطاع الخاص جذب الاستثمار الأجنبي من خلال إبراز نقاط القوة والفرص في البلاد، والعمل على تحسين مناخ الاستثمار. هذا يمكن أن يساعد في إدخال رأس مال جديد إلى البلاد وخلق فرص عمل جديدة.

3. تحسين البنية التحتية: يمكن للقطاع الخاص الاستثمار في مشاريع البنية التحتية ، مثل بناء طرق جديدة أو موانئ أو محطات كهرباء، مما يمكن أن يساعد في تحسين بيئة الأعمال العامة في البلاد وجذب استثمارات جديدة.

4. دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة (SMEs): يمكن للقطاع الخاص دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير التمويل والتدريب وأشكال أخرى من الدعم، مما يمكن أن يساعد في تحسين قدرتها التنافسية والمساهمة في نمو الاقتصاد.

5. تحسين الحوكمة: يمكن للقطاع الخاص تحسين الحوكمة من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة وممارسات الحوكمة الجيدة في القطاع الخاص، مما يمكن أن يخلق بيئة أكثر ملاءمة للأعمال ويشجع الاستثمار.

من أجل دعم القطاع الخاص، ستعمل 100% من لبنان على تقويته من خلال سن قوانين لحمايته والعمل مباشرة مع الحكومة. من خلال الانضمام إلى لجنتنا البرلمانية ولجان القطاعات المختلفة لدينا، نأمل في التأثير على السياسة اللبنانية لإحياء الاقتصاد واستعادة الثقة.

You may also like