على مدار السنوات الثلاث الماضية، تعرضت الصناعة الرقمية اللبنانية والقطاع الخاص لتحديات تجاوزت قدراتهم من كافة الجوانب؛ مع انهيار اقتصادي، وأزمات مالية ونقدية، وتعطيلات جائحة COVID-19.
والأهم من ذلك، واجه لبنان انهيار ركيزته الاقتصادية الرئيسية، القطاع المصرفي. وقد أثر ذلك بشكل كبير على القطاع الخاص، الذي يواجه صعوبات في الوصول إلى التمويل والموارد والبنية التحتية اللازمة منذ تقليص الدعم الحكومي والمصرفي. وقد ظهرت عراقيل إضافية مع ذلك؛ بما في ذلك التعامل مع القضايا الامتثال القانوني محليًا وإقليميًا ودوليًا. حتى الآن، فشلت الحكومة في تقديم خطة اقتصادية واضحة أو تنفيذ أي إصلاحات اقتصادية هامة.
المواضيع التي نغطيها هي في صميم اهتمام العامة. من التعليم إلى البيئة، إلى الصحة والمالية، نسعى لتقديم رؤى جديدة حول القضايا التي تهم.
ساعدنا في مواصلة عملنا عن طريق المشاركة
التوقعات لعام 2023
جعلت التحديات الاقتصادية والسياسية في عامي 2021 و2022، بالإضافة إلى نقص الوصول إلى العملة الأجنبية ونقص الكهرباء، من الصعب على الشركات العمل. ومع ذلك، مع زيادة معدل الدولار في عام 2023، هناك حاجة للتركيز على التكيف للاستجابة للتغير في البيئة الاقتصادية. سيفتح القطاع الخاص أمام فرص جديدة، سيوجه نماذج العمل، وسيستفيد من التقنيات والاتجاهات الجديدة.
على سبيل المثال، كشركة خاصة DxTalks، ستركز في عام 2023 على ما يلي:
• تقديم خدمة عملاء ممتازة لكسب والاحتفاظ بجذب عملاء جدد.
• البحث عن مصادر دخل جديدة لتحمل الركود الاقتصادي، مثل التوسع في أسواق جديدة أو إطلاق منتجات أو خدمات رقمية جديدة.
• البقاء في الطليعة أمام المنافسة وإعطاء الأولوية للابتكار الرقمي لدينا.
• التركيز على توسيع وتحسين الحضور عبر الإنترنت للوصول إلى جمهور أكبر؛ بما في ذلك التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والتسويق عبر الإنترنت.
• البحث عن مزيد من المنح والمساعدات الخاصة لدعمنا بشكل أكبر في تحقيق استراتيجيتنا.
عند مقارنتها بعامي 2021 و2022، توقعاتنا لأداء عام 2023 متفائلة. ذلك بسبب أن التعامل بالدولار الأمريكي محليًا يسمح ببعض الاستقرار الذي يدعو إلى تحقيق فرص جديدة. ستعمل استراتيجية عام 2023 على قنوات جديدة والاستثمار في المنطقة على زيادة المبيعات بنسبة 30 إلى 40 في المائة، مع التركيز على تحسين العمليات والكفاءات واستدامة الموارد.
الأولويات والاحتياجات لعام 2023 لتحقيق النمو
من أولوياتنا الأساسية الوصول إلى قوة عاملة ماهرة ومتعلمة. يشمل ذلك مجموعة موهوبة من المطورين والمصممين والمسوقين والمهنيين الآخرين لبناء وترويج المنتجات والخدمات الرقمية. بدون قوة عاملة ماهرة، قد يكون من الصعب على الشركات الرقمية الابتكار والبقاء على المنافسة في السوق.
بالإضافة إلى ذلك، لتحقيق النمو تحتاج الشركات إلى الوصول إلى الأسواق حيث يمكنها بيع منتجاتها وخدماتها. ويشمل ذلك الأسواق المحلية والدولية؛ ومع التسويق الفعال للوصول إلى العملاء المحتملين، يمكن للأعمال أن تنمو. يمكن تحقيق ذلك بفضل المواهب الموجودة وموقع لبنان الجغرافي في وسط الشرق الأوسط. تشهد منطقة الخليج بشكل خاص واحدة من أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم.
استراتيجيات العام القادم
يمكن للصناعة الرقمية اللبنانية وضع استراتيجيات في العام القادم، من خلال عدة خطوات:
- تحليل السوق المحلي والإقليمي وتحديد فرص النمو والتوسع
- تطوير منتجات أو خدمات جديدة لتلبية الفرص الجديدة
- تطوير وتعزيز مجالات الخبرة المتخصصة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتقنية بلوكشين، أو التجارة الإلكترونية، للمساهمة في وضع الشركات اللبنانية كقادة في هذه المجالات وجذب الاستثمار الخاص والشراكات
- الاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية لدعم نمو الصناعة الرقمية، مثل بناء شبكات قوية وموثوقة، وتطوير البرمجيات والتطبيقات، وتوفير التدريب والتعليم للمهنيين في الصناعة
- تطوير نظام بيئي يشجع ويدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة الرقمية والشركات الصغيرة، بما في ذلك الوصول إلى التمويل والإرشاد وفرص التواصل
- تطوير صورة وسمعة إيجابية للقطاع الرقمي اللبناني والشركات من خلال التأكيد على جودة المنتجات والخدمات، وتسليط الضوء على الإنجازات والابتكارات، وإبراز دورها في الاقتصاد المحلي والعالمي
- خلق بيئة مواتية للتعاون الدولي لتعزيز النمو
- الاستثمار في إستراتيجية طاقة شاملة (الطاقة الشمسية، الرياح، وقدرات التخزين) التي تراعي أمن الطاقة وتكاليف الطاقة المنخفضة
في حين أن صناعة الرقمية دائمة التطور ولا تحتاج إلى استثمارات ضخمة، لتطوير الاقتصاد بشكل عام، يجب أن تكون الاستراتيجية مرنة لتتكيف مع الاتجاهات والتقنيات الجديدة. بهذه الطريقة، [inlinetweet prefix=”” tweeter=”” suffix=””]دور القطاع الخاص هو لاعب رئيسي في تعافي الاقتصاد اللبناني. [/inlinetweet]يعتقد العديد من الخبراء أن البلد سيحتاج إلى الاعتماد على القطاع الخاص لخلق فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادي، مع مراعاة الحكومة لدمج العقلية الرقمية في خططها التنفيذية، للحد من الفساد وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والقانونية.