لقد مرّ أكثر من أسبوعين منذ انفجار مرفأ بيروت القاتل الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 180 شخصًا، وإصابة أكثر من 6000، وتشريد أكثر من مائة ألف بدون منازل. لا تزال آثار هذا الحدث الرهيب تتكشف.
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في لبنان في أحدث تقريره عن انفجار المرفأ، الذي يغطي الفترة من 14 إلى 17 أغسطس، يقول إن ما يقدر بـ 70,000 عامل فقدوا وظائفهم نتيجة الانفجار، وذلك وسط أزمة اقتصادية أفقرت جزءًا كبيرًا من البلاد – زادتها سوءا أزمة فيروس كورونا التي بعد الانفجار أعادت تأكيد تهديدها من خلال زيادات قياسية في الحالات وإغلاق جديد مقرر في الفترة من 21 أغسطس إلى 6 سبتمبر.
تأتي نسخة يوليو/أغسطس لدينا، ليس كما كان مقررًا في الأسبوع الأول من أغسطس، بل في الثالث منه، كنتيجة مباشرة للانفجار. لم يصب أي من فريقنا بأي إصابة خطيرة في الانفجار، ونحن ممتنون لذلك بشدة. ولكن لم نتمكن من ألا نتأثر بما حدث، مدينتنا، من خلال الجهل والإهمال المطلق، دمرت حولنا. الضغوط النفسية والصدمات الروحية في الرابع من أغسطس أثرت بنا جميعًا.
كان التركيز الأصلي لهذه النسخة هو تقريرنا الخاص عن مكافحة الفساد والذي تم إنجازه بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. بعد الانفجار، أخذنا الوقت لإعادة التفكير في غلاف هذه النسخة، وكذلك كتابة تأملاتنا الخاصة حول الانفجار وتداعياته، التي يمكن العثور عليها في الصفحات الأولى من هذا الملف PDF.
باقي المجلة نقدمه لكم كما كان مقررًا، قبل أحداث الرابع من أغسطس. لم يفقد تقريرنا الخاص حول مكافحة الفساد أياً من أهميته في أعقاب هذه المأساة، بل زادت الحاجة الملحة لمكافحة الفساد في هذا البلد بشكل واضح.
نأمل أن تساعد المقالات الموجودة في هذه النسخة PDF، والمتاحة للقراءة عبر الإنترنتأو للتنزيل، قراؤنا في المحادثات الضرورية التي ستأتي بينما نقوم جميعا بدورنا في إعادة البناء.
كالعادة، سيتم تحميل مقالاتنا بشكل فردي عبر الإنترنت، وستتم مشاركتها على فيسبوك, تويتر, لينكدإنو إنستغرام الصفحات.
للقراء الأعزاء، نحن ببساطة ممتنون لأنكم لا تزالون معنا وتشاركون تطلعاتنا لمستقبل عادل.