Home الاقتصادالصناعة اللبنانية: من الإنتاجية إلى الازدهار

الصناعة اللبنانية: من الإنتاجية إلى الازدهار

by Josiane Fahed-Sreih

يعد القطاع الصناعي في لبنان مساهمًا رئيسيًا في الاقتصاد اللبناني من خلال توظيف عدد كبير من العمال، ومن خلال كونه أكبر مصدر للعملة الصعبة للبلاد، خاصة بعد الانهيار الاقتصادي الكبير ونقص الدولار الذي بدأ في عام 2019. يصبح القطاع الصناعي في لبنان أكثر ابتكارًا وتعقيدًا مثل نظرائه في الدول المبتكرة، وسيصبح أحد القطاعات الرئيسية التي ستشهد زيادة في الاستثمارات. مع تطوير النفط والغاز وإعادة إعمار بيروت بعد انفجار 4 أغسطس 2020، من المتوقع أن يصبح القطاع الصناعي أكثر تنافسية ويخدم احتياجات البلاد.


في عام 2018، شكل القطاع حوالي 8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي (4.2 مليار دولار) وقام بتوظيف 20 في المئة من القوى العاملة المحلية (حوالي 318,000 موظف). هناك أكثر من 4,700 شركة صناعية في لبنان،
وأكبر نسبة منها في إنتاج الأغذية الزراعية (26 في المئة أو 1,245 شركة)، تليها مواد البناء (12 في المئة) والمنتجات الكيميائية (8 في المئة). بلغت الصادرات الصناعية 3.5 مليار دولار في عام 2019، شكلت 95 في المئة من إجمالي الصادرات اللبنانية. كانت أكبر خمس صادرات صناعية لبنانية في عام 2019 هي اللآلئ والأحجار الكريمة (41 في المئة)، والآلات الميكانيكية (6 في المئة)، والآلات والمعدات الكهربائية (5 في المئة)، والبلاستيك (4 في المئة)، والزيوت العطرية ومستحضرات التجميل (4 في المئة). شملت أهم وجهات التصدير في عام 2019 سويسرا (30 في المئة)، الإمارات العربية المتحدة (12 في المئة)، السعودية (6 في المئة)، سوريا (5 في المئة)، والعراق (4 في المئة). بلغ نصيب الصادرات المصنعة ذات التقنية المتوسطة والعالية من إجمالي الصادرات المصنعة 21 في المئة في عام 2017، مما يدل على قدرات تكنولوجية واعدة في القطاع، مع العلم بأن التصاريح الصناعية زادت بنسبة 16 في المئة من 375 في عام 2011 إلى 1,086 في عام 2018.

مع العلم أن لبنان جزء من عدة اتفاقيات متعددة الأطراف، أبرزها اتفاقية الشراكة الأوروبية اللبنانية، واتفاقية التيسير، والرابطة الأوروبية للتجارة الحرة (إيفتا)، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى (جافتا)، والنظام العام للأفضليات المعمم للولايات المتحدة (GSP) وغيرها، فإن هذا بحد ذاته هو محفز للتنافسية في السوق المفتوحة ولبيع المنتجات المحلية. سيصبح القطاع الصناعي أكثر تنافسية إذا تم اتخاذ بعض هذه التدابير. لذلك، أوصي بما يلي:
1- تشجيع الشراكات بين القطاعين الخاص والعام.
2- تشجيع التعاون مع الأوساط الأكاديمية بتطوير برامج يمكن أن تضع لبنان في طليعة الابتكار، مثل الصناعات الخضراء
3- تشجيع ودعم إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي ستخلق فرص عمل وتضع لبنان كرائد في إنشاء المشاريع، مع العلم أن القوى العاملة في لبنان مؤهلة تعليمياً وذكية، مقارنة بالدول الأخرى في الشرق الأوسط والخليج.
4- تقديم الدعم الفني من خلال تطوير برامج تشجع التصنيع.
5- توفير حوافز ضريبية لتشجيع الناس على الاستثمار في التصنيع.
6- خفض تكلفة التصنيع من جميع النواحي، سواء من الطاقة إلى تكاليف الأرض.
7- إنشاء مناطق صناعية حيث تكون تكلفة الأرض وغيرها من التكاليف منخفضة.
8- تعزيز التحول نحو اقتصاد أخضر مع تقليل العديد من المخاطر البيئية المستقبلية وتسريع الانتقال بعيدًا عن الإنتاج الصناعي الكثيف الكربون إلى نماذج أكثر استدامة.
10- تقديم حوافز للانتقال إلى اقتصاد أخضر وفقًا لأهداف التنمية الاقتصادية الدائرية الأوروبية.
9- Offering incentives to move to a green economy as per European circular economy developmental goals.

You may also like