هذه المقالة جزء من التغطية التنفيذية المستمرة مع أعضاء شبكة القطاع الخاص اللبناني حول تأثيرات حرب سبتمبر 2024 التي استمرت 70 يومًا على لبنان والردود عليها.
على خلفية الضربات المدمرة التي حولت الأحياء النابضة بالحياة إلى فجوات والمنازل والمشاريع والمتاجر المزدهرة إلى ركام، يحتاج مستقبل الإسكان والعقارات في لبنان إلى تركيز كبير على إعادة الإعمار والاستدامة البيئية في التطوير الحضري والتخطيط. من المنازل الريفية والمزارع إلى المباني المتعددة الأسر في بيروت، تظهر جروح الدمار في كل مكان، مما يترك تساؤلات حول التعافي والاستقرار والتمويل للإصلاح وإعادة الإعمار. الأسئلة الكبيرة حول المستقبل المنشود للمشهد الحضري والسكني في البلاد مترابطة، نظراً لحالة وقف إطلاق النار المتذبذبة وموقع لبنان المركزي بين جار عدو إلى الجنوب وجار شمال غربي يشهد تقلبات ضخمة حيث تضغط القوى الدولية لتشكيلها وفقاً لمصالحها.
في هذه المقابلة، تناقش ميرييل كوراب، مديرة/رئيسة تطوير الأعمال في شركة إف إف إيه للعقارات وهي شخصية رائدة في قطاع العقارات اللبناني، التحديات العميقة والفرص التي تعرف الصناعة وسط خلفية من الحرب وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي. على مر السنين، واجه القطاع سلسلة من الاضطرابات – من التباطؤ في عام 2015 إلى توقف القروض المدعومة في عام 2017 وتأثيرات الأزمة المالية في عام 2019 المركبة. هذه القضايا الطويلة الأمد زادت تفاقماً بقيام الحرب الأخيرة التي جلبت العديد من المشاريع المخططة إلى حالة التوقف.
تستعرض كوراب كيف تكيف السوق، مسلطة الضوء على مرونة المطورين والحركات الاستراتيجية للمشترين ذوي القدرات الشرائية العالية. رغم الانتكاسات، تشير إلى الجوانب الإيجابية وفرص الاستثمار، مسلطة الضوء على الإمكانات الضمة للقطاع مع تحرك لبنان نحو الاستقرار. تتناول المحادثة الدور الحيوي لإعادة الإعمار والتخطيط الحضري، داعيةً للتنمية المستدامة والتعاون الاستراتيجي بين القطاعين الخاص والعام.
بينما سوق العقارات في حالة من التغير، تسلط رؤى كوراب الضوء على الطريق إلى الأمام، مبرزةً استعداد القطاع الخاص للمساهمة في جهود إعادة البناء واغتنام الفرص المستقبلية في المشهد اللبناني المتطور.
التنفيذي: هل توجد أي مشتريات عقارية جارية على الرغم من الحرب؟
كوراب: نعم، ولكن في حالات معزولة فقط. قبل الحرب، بدأ الكثير من المطورين في تخطيط مشاريع جديدة وكانوا يعلنون عن بعض التطورات الجديدة. كل شيء توقف، حتى في المناطق التي لم تتأثر مباشرة بالضربات، كان هناك أشخاص مهتمون بالشراء. الأفراد الأكثر ثراءً وذوي القوة الشرائية العالية اقتنصوا الفرص لشراء العقارات في المناطق غير المتأثرة. ومع ذلك، لم يعكس ذلك سوقًا صحيًا، لم يكن سوقًا كاملاً بل تعاملات لمرة واحدة.
بالتأكيد، رأينا ارتفاعًا هائلاً في أسعار الإيجار، لأن الكثير من الناس كانوا يغادرون بيروت ويغادرون المناطق الأقرب إلى الضربات، وكان لدينا ارتفاع في أسعار الإيجار. هذا ليس صحيًا لأنه كان هناك توفر محدود لكن هناك طلب كبير، وأيضًا عدم تطابق بين التسعير والقدرة الشرائية. لذا، مرة أخرى، كنا في وضع غير مستقر جدًا لمدة 60 يومًا الماضية، 66 يومًا. والآن كل شيء متوقف، ينتظر أن يكون وقف إطلاق النار دائمًا لأنه مجرد توقف الآن.
لذا، لا توجد مشاريع جديدة في الوقت الحالي. ستبدأ المشاريع الجديدة بعد يناير، نأمل، بمجرد أن يكون كل شيء مستقرًا ويتم انتخاب رئيس جديد، عندها فقط ستعود السوق إلى العمل بسلاسة.
التنفيذي: ما هي أنواع العقارات التي كانت الأكثر طلبًا خلال هذا الوقت؟
كوراب: العقارات الفاخرة، مثل الفيلات في المناطق الجبلية والشاليهات بجوار الشاطئ، جذبت المشترين الباحثين عن استثمارات طويلة الأمد. ومع ذلك، اقتصرت هذه على الأسواق الراقية.
التنفيذي: هل هذا وقت جيد للاستثمار في العقارات؟
كوراب: نعم. أسعار العقارات مخفضة بنسبة تتراوح بين 25-30 في المائة ومن المتوقع أن ترتفع بمجرد عودة الاستقرار، خاصة بعد وقف إطلاق النار وحل سياسي. إنه وقت جيد للشراء. إنه سوق للمشترين، ليس سوقًا للبائعين.
التنفيذي: هل ترى فرص استثمارية كبيرة بعد الحرب؟
كوراب: إذا كان وقف إطلاق النار دائمًا، سنشهد أيامًا جيدة قادمة في القطاع. مرحلة إعادة الإعمار ستأتي بفرص هائلة، خاصة مع الدعم الدولي. ومع ذلك، يتطلب ذلك استقرارًا سياسيًا وتخطيطًا حضريًا صحيحًا.
التنفيذي: ما هي الخطط لإعادة الإعمار والتطوير الحضري؟
كوراب: لديك أكثر من 100,000 وحدة مدمرة. يجب أن يكون التركيز على إعادة إعمار مستدامة ومخطط لها، وتجنب أخطاء الماضي. هناك دفع لإنشاء مناطق خضراء والالتزام بمعايير التخطيط الحضري الحديثة لضمان مستقبل أفضل.
التنفيذي: ما مدى مشاركة القطاع الخاص في تخطيط إعادة الإعمار؟
كوراب: القطاع الخاص جاهز للتعاون مع الحكومة للمساهمة في جهود إعادة الإعمار. المطورون العقاريون يطالبون بمكان في طاولة التخطيط لضمان إعادة بناء فعالة ومستدامة. أنا نائب رئيس جمعية مطوري العقارات ونحن نطالب بتخطيط حضري صحيح من جانب الحكومة. نحن [القطاع الخاص] نعلم كيفية التعامل مع إعادة الإعمار. لذلك نحن نطالب بمكان في عملية إعادة الإعمار. وسنكون هناك يدا بيد لمساعدة القطاع العام لجعلها كما ينبغي أن تكون.
التنفيذي: ما هي توقعاتك للسوق بمجرد استعادة الاستقرار؟
كوراب: ستعود الأسعار على الأرجح إلى مستويات عام 2015 وتواصل الارتفاع. أسعار الإيجار، التي ارتفعت خلال الحرب، ستستقر أيضًا مع عودة الأشخاص الذين نزحوا إلى منازلهم.
التنفيذي: هل لديك أية أفكار أو نصائح أخيرة؟
كوراب: دائمًا ما يكون الوقت مناسبًا للاستثمار في سوق العقارات اللبناني، خاصة الآن مع الأسعار الملائمة. للقطاع إمكانات قوية وسيزدهر مع التخطيط الصحيح والاستقرار السياسي.