Home النفط والغازعين واحدة مفتوحة

عين واحدة مفتوحة

by Diana Kaissy

في خضم الجولة الأولى لتراخيص النفط والغاز في لبنان، قامت مبادرة النفط والغاز اللبنانية (LOGI)، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى تطوير شبكة من خبراء النفط والغاز اللبنانيين، بتكليف دراسة حول الشركات الـ 52 التي كانت قد تأهلت للتقدم بعطاء. سمح هذا البحث لـ LOGI بتقييم الشركات بناءً على ستة معايير تغطي مجالين رئيسيين: سجلات الفساد وسياسات مكافحة الفساد، وسجلات البيئة — وهي معايير لم يتم تقييمها من قبل الحكومة.

وانتهت جولة التراخيص في أكتوبر، وكان هناك تحالف يتكون من ثلاث شركات — وهي شركة توتال الفرنسية (القائم بالتشغيل)، وشركة إيني الإيطالية، وشركة نوفاتك الروسية — هو العارض الوحيد، حيث قدم عرضين منفصلين (البلوك 4 والبلوك 9). منح مجلس الوزراء العروض في ديسمبر وكلف وزير الطاقة بتوقيع العقود بحلول نهاية يناير. في هذا السيناريو ذو العارض الواحد، من الأهمية بمكان إعادة النظر في نتائج تقريرنا، فيما يتعلق بهذه الشركات الثلاث. ووجدنا أن أياً منها ليس لديه سجل نزيه تماماً.

وجد التقرير أنه بينما تفصح توتال عن مالكيها المستفيدين — الكيانات أو الأفراد الذين يمتلكون الشركة في النهاية — إلا أن هناك قضايا شفافية لا تزال تحتاج الشركة إلى معالجتها. وكشف بحثنا أن توتال تورطت في عدد من حوادث الرشوة، مثل واحدة في إيران في عام 2013 حيث اعترفت الشركة بالذنب مقابل اتفاق تأجيل المحاكمة مع وزارة العدل الأمريكية للدفع رشاوى لأطراف ثالثة لأعمال. كما أن توتال مدرجة في قاعدة بيانات TRACE للفساد كمشاركة في دعاوى مكافحة الرشوة. وعلى الصعيد البيئي، فرضت غرامة على توتال بعد إخفاقات أدت إلى تسرب غاز في إحدى آبارها المغلقة في بحر الشمال.

شركة إيني، من جانبها، لديها سياسة مكافحة الفساد متاحة للجمهور، ومع ذلك، في عام 2010، وجهت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية اتهامات بالشركة تتعلق بمخطط رشوة في نيجيريا تتعلق بعقود البناء. كما لديها  دعاوى فساد أخرى قائمة وفقا لقاعدة بيانات TRACE.

نوفاتك، وهي شركة روسية، لا تفصح عن مالكيها المستفيدين. ولكن أظهر استعراض للأدبيات المتاحة أن أحدهم هو جينادي تيمشينكو، وهو ملياردير روسي وعضو في الدائرة الداخلية لبوتين. في بلد مثل لبنان، حيث للاعبين السياسيين الأجانب تأثير كبير على جميع الديناميات السياسية الداخلية، من المهم معرفة ما إذا كان الأشخاص المعرضون سياسياً مرتبطين بشركات النفط الدولية العاملة في لبنان.

استناداً إلى هذه النتائج، تقترح LOGI أن تنشر السلطات التنظيمية اللبنانية عقود توقيع اتفاقية التنقيب والإنتاج، وتأسيس آلية رصد للمفاوضات بين الحكومة والشركات تشمل جهة مراقبة من المجتمع المدني، ونشر نتائج المفاوضات لاختيار الفائز النهائي.

بالإضافة إلى ذلك، توصي LOGI بشدة بتنفيذ مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية، وهي أداة لتسهيل الإفصاح عن المعلومات، في أقرب وقت ممكن، وأن يتم تمرير مشروع القانون المقدم من النائب جوزيف معلوف بعنوان “تعزيز الشفافية في قطاع النفط والغاز في لبنان”. الهدف الرئيسي من تقرير العناية الواجبة كان دفع الحكومة اللبنانية إلى تبني معايير التي شملها تقييم LOGI للشركات التي تتقدم للتأهل للمشاركة في جولات الترخيص اللاحقة، سواء البحرية أو البرية.

كما توصي LOGI بأن يتم نشر ملاك المنافع لشركة نوفاتك — سواء كانوا مستفيدين فعليين أو اقتصاديين — من قبل الحكومة.

وعلاوة على ذلك، توصي LOGI بتحديث التقييم البيئي الاستراتيجي الحالي، وهي سياسة أعدت في عام 2012، في أقرب وقت ممكن بحيث يمكن استخدام البيانات المتاحة حديثاً كقاعدة أساسية لتقييمات التأثير البيئي المستقبلية. ويجب أن تكون هذه التقييمات إلزامية خلال مرحلة الاستكشاف لأن التخطيط البيئي الحرج، بالإضافة إلى تدابير الصحة والسلامة، يحتاج إلى أن يتم وضعه قبل بدء أي نشاط استكشافي.

كان وسيظل قطاع النفط والغاز في جميع أنحاء العالم من بين أهم القطاعات المرتبطة بالفساد، والنزاعات، وزيادة الفقر ومعدلات البطالة. إن إدارة هذه الموارد، من منح الحقوق إلى الاستخدام المستدام للعائدات، بشفافية ومسؤولية ستجلب الازدهار إلى مالكيها، الشعب اللبناني. لضمان أن تبدأ لبنان حقبة جديدة من حوكمة فعالة في المراحل المبكرة من منح التراخيص يجب أن تعتمد معايير أكثر صرامة لتأهيل الشركات بشكل مسبق، ومساءلة أفضل للعقود.

You may also like