Home الأعمالالتوقعات والإمكانيات في قطاع التأمين اللبناني

التوقعات والإمكانيات في قطاع التأمين اللبناني

by Nadine Habbal

الاضطرابات الجيوسياسية الإقليمية والشكوك الاقتصادية اللاحقة تستمر في فرض ضغوط متزايدة على قطاع التأمين. الركود في معظم قطاعات الاقتصاد الوطني ينعكس في تباطؤ نمو الأقساط المكتتبة من قبل شركات التأمين اللبنانية، وزيادة الضغط على هوامش الربح.

في ضوء ذلك، تتوقع لجنة الرقابة على شركات التأمين (ICC)، وهي السلطة التنظيمية للإشراف والسيطرة على قطاع التأمين والتي ترفع تقاريرها إلى وزارة الاقتصاد والتجارة، معدلات نمو في عام 2018 تبلغ -7 بالمئة للتأمين على الحياة، مدفوعة بانخفاض الأعمال الجديدة وقلة النشاط في الرهون العقارية والقروض الشخصية: -4 بالمئة للتأمين على السيارات مدفوعًا أيضًا بانخفاض الأعمال الجديدة؛ و-1.7 بالمئة للتأمين على الممتلكات والحوادث. الركود في خطوط الممتلكات والحوادث مرتبط بشكل مباشر بالوضع الاقتصادي في البلاد، الذي يشهد نشاطًا قليلًا من حيث المشاريع الجديدة والنقل والأنشطة المماثلة الأخرى.

يترافق الاتجاه الهبوطي في خطوط الأعمال المذكورة أعلاه مع نمو متوقع هام بنسبة 16.1 بالمئة للتأمين الطبي، ناجم عن زيادة متوقعة في عدد المؤمن عليهم نتيجة للتطبيق الأخير للقرار 186/ICC، المتعلق بالتجديد المضمون لمنتجات التأمين الطبي.

وبهذا، من المتوقع أن تصل الأقساط المكتتبة الإجمالية في 2018 إلى 465 مليون دولار للتأمين على الحياة، و365 مليون دولار للسيارات، و560 مليون دولار للطب، و270 مليون دولار لخطوط الممتلكات والحوادث، ليصل إجمالي القطاع إلى حوالي 1.66 مليار دولار، بنمو قدره 1.2 بالمئة مقارنة بالعام 2017.

يتطلب التخفيف من الظروف الاقتصادية الصعبة تركيزًا متزايدًا على الابتكار من حيث المنتجات والخدمات والعمليات بالمعنى الواسع. تظل قطاعات كبيرة في خطوط التأمين الشخصي والعقاري مغطاة بشكل ضعيف، إن لم تكن مغطاة على الإطلاق. لم يُظهر القطاع بعد التزامًا ملحوظًا بالابتكار، على الرغم من المبادرات الجادة ولكن المتفرقة.

لا تزال العملية الرقمية إلى حد كبير خجولة؛ في حين أنها تفرض مسارًا مفهومًا معقدًا، تبقى ضرورة إذا أراد القطاع الاستفادة من التحديات الحالية والاستعداد لفرص النمو القادمة. يجب النظر في الرقمنة على مستويات مختلفة من عمليات التأمين، بدءًا من التوزيع ووصولًا إلى التقارير المالية. الشروع في هذا المسار سيعزز بلا شك تحسينات كبيرة في أنظمة الإدارة الأساسية، مما يعزز جودة البيانات ويمكّن من تطبيق تقنيات التسعير وإدارة المخاطر المتقدمة.

تلعب الحوكمة الجيدة والشفافية دورًا رئيسيًا في هذا السيناريو المقترح، حيث توفر الضمان بأن نهجًا مؤسسيًا دقيقًا لبناء القدرات والابتكار يمكن تنفيذه. في ظروف أخرى، سيكون المساهمون مترددين بشدة في تقديم الدعم اللازم لتعزيز الابتكار عبر الرقمنة أو الأفكار الإبداعية الأخرى.

تقوم لجنة الرقابة على شركات التأمين (ICC) بطرح إطار تدريجيًا لمساعدة القطاع على اتباع مسارات جديدة بدأ طرح هذا الإطار منذ عدة سنوات بتعزيز شفافية التقارير، من خلال إحصائيات التقارير السنوية، مما يوفر للمساهمين منظورًا غنيًا حول ما يحدث في القطاع. سيكون رأس المال المعتمد على المخاطر الخطوة الكبرى التالية، مما يعزز الوضع المالي، وإقامة سياق علمي يجب أن تدير شركات التأمين ضمنه استراتيجيات الاكتتاب والاستثمار والائتمان لتحقيق إعداد أمثل.

في هذا السياق، يركز أحد اهتمامات اللجنة الدولية للرقابة على التأمينات على الخدمة المكلفة بتوفير المساعدة المناسبة والاستشارة لحاملي وثائق التأمين اللبنانيين للشكاوى المتعلقة بسياسات التأمين والخدمات. أطلقت في عام 2018 تحت اسم ‘ICC Care’، والاستخدام المتزايد لهذه الخدمة من قبل حاملي الوثائق يظهر بالفعل أهمية الدور المتزايد لـ ICC Care في حل حالات سوء الفهم والشكاوى. في وقت كتابة هذا التقرير، تستعد اللجنة الدولية للرقابة على التأمين لإطلاق حملة توعية شاملة تتعلق بـ ICC Care، تستهدف السكان المؤمن عليهم الذين يحملون تغطيات التأمين الطبي الفردية أو الجماعية. هذا هو أساسًا امتداد للجهود الاجتماعية التي تم البدء فيها مؤخرًا. الإعلان الأخير المتعلق ببدء نشاط لويدز المباشر في لبنان من خلال مقدمي التغطية يعكس جهود اللجنة الدولية للرقابة على التأمين في هذا السياق.

من جهة أخرى، تستخدم اللجنة الدولية للرقابة على التأمين موقعها الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لإبقاء الجمهور على اطلاع بتنفيذ وتداعيات القرار 186/ICC، والذي يتعلق بالتجديد المضمون لعقود التأمين الطبي للأفراد والجماعات. على سبيل المثال، قامت اللجنة بنشر قائمة بمنتجات التأمين التي حصلت على الموافقة المسبقة من اللجنة الدولية للرقابة على التأمين، وقدم عددًا من الشرائح المعلوماتية التي تلخص الميزات الرئيسية لهذا القرار.

كملاحظة ختامية، أود أن أؤكد أن قطاع التأمين في لبنان لديه فرصة ممتازة لبناء نفسه كمنصة طبيعية للتأمين في منطقة الهلال الخصيب. هذا في متناول أيدينا، ونحن جميعًا بحاجة إلى السعي نحو هذا الهدف بطريقة منضبطة وتعاونية.

You may also like