تفخر مجلة إكزكيوتيف بتقديم تقرير خاص لقرائنا حول قضية سوق العمل في لبنان، وخلق فرص العمل، والحلول اللازمة لصنع السياسات وتمويلها لتعزيز سوق العمل المحلي. ما يظهر في هذه الصفحات هو فسيفساء من فرص الحفاظ على الوظائف وخلقها، حيث أن حتى أصغر وظيفة محفوظة أو مخلوقة جديدة تستحق الدعم والاحترام، إذ أن مجموع هذه الوظائف سيكون له دور حاسم في بناء نموذج جديد للاقتصاد اللبناني. وقد تم تطوير هذا التقرير بالتنسيق مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية KAS.
كما يشير الاقتصادي الدولي للعمل زافيريس تزانوس، فإن المجتمع التجاري في لبنان ليس في وضع جيد للتنمية التنافسية، نظرًا لأنه يتألف من العديد من اللاعبين الصغار وقلة من اللاعبين المسيطرين الذين يتمتعون بالحماية من التحديات المحلية المبتكرة. إلى جانب هذا الضعف الهيكلي، يعاني الاقتصاد من حقيقة أن معادلة سوق العمل في لبنان، قبل اندلاع الأزمات الاقتصادية 2019/20، كانت غير مؤاتية كما كانت قبل 30 عامًا: لم يتمتع لا القوى العاملة المتعلمة ولا العاملة اليدوية في لبنان بتوقعات مشرقة لكسب رزق لائق وتحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية في البيئات المحلية. وهذا يعني أن النافذة الوحيدة المتاحة للترقية والنجاح كانت ولا تزال الهجرة ونزيف العقول يتبعه إطراء إنجازات الشتات.
يحذر مارون كيروز، الاقتصادي والموظف البارز في المنتدى الاقتصادي العالمي، من أن هجرة الشباب والأكثر قدرة تهدد الإمكانيات الاقتصادية للبنان على المدى الطويل، حتى لو أعيد النمو بشكل ما. لذلك، يجب أن يكون خلق فرص العمل في قمة أولويات صانعي السياسات، وهي مهمة صعبة شديدة التعقيد بسبب عدم جمع ونشر بيانات التوظيف أو الهجرة بتنسيقات موثوقة من قبل الحكومة. وتحتاج البلاد، حسب كيروز، إلى تنظيف قطاعها المصرفي، ومعالجة مشكلة قلة الصادرات، وإصلاح نظام الخدمة المدنية، وتجهيز شبابها بالمهارات المفيدة للمستقبل، وتحسين مشاركة المرأة في القوى العاملة.
توفر الاستكشاف الواضح لأصول العوائق والاحتياجات لسوق العمل الوطني من قبل هؤلاء المحللين مؤشرات حول الأولويات الهيكلية والسياسية، يمكن تحويل ركائزها إلى سياسات داعمة ستخلق سوق عمل أقوى. ولإثراء هذه المنظورات العامة، دعت إكزكيوتيف أكثر الأصوات استعداداً في البلاد لشرح الأدوار التي يمكن أن تلعبها صناعة المعرفة؛ الزراعة والصناعات الزراعية؛ وقطاع التصنيع، في خلق فرص العمل على المدى القصير والطويل.

يجادل عادل أفيوني، الوزير اللبناني الوحيد حتى الآن للاستثمارات والتكنولوجيا، بحجة قوية لتفضيل الاقتصاد المعرفي، الذي يعتمد على الأصول الخفيفة والمهارات. وكما يشرح أفيوني، فإن فترة وزارته القصيرة أدت إلى خطة عمل ورؤية للاقتصاد المعرفي اللبناني تم تطويرها بالتنسيق مع أصحاب المصلحة المحليين والشركاء الدوليين. وكانت الأهداف الأصلية للخطة تتضمن مضاعفة التوظيف في قطاع الاقتصاد المعرفي بحلول عام 2025 مع زيادة استثمارات هذا القطاع وعدد الشركات الناشئة وحصة الصادرات والمساهمة الإجمالية في الناتج المحلي الإجمالي.
يبرز زياد بكداش، الصانع ونائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين (ALI)، أن على الرغم من جميع الانتكاسات، يمكن التصرف بناءً على التحديات القديمة والجديدة التي ظهرت في هذا القطاع لخلق الوظائف. وفي ظل رؤية كهذه، تسعى ALI إلى تصميم نظام جديد لتصنيع منتجات ذات قيمة مضافة في لبنان وتوزيعها في جميع أنحاء العالم بالتعاون مع الشتات اللبناني.
يخبر منير بيسات، الأمين العام لنقابة الصناعيين الغذائيين اللبنانيين، إكزكيوتيف في تعليقه أن قطاع الزراعة والصناعات الزراعية في لبنان يجب أن يركز أكثر على الحفاظ على الوظائف أكثر من خلقها على المدى القصير. وفقاً لبيسات، يمكن لهذا القطاع، رغم الحواجز المالية أمام المعاملات الدولية، تحسين وتطوير قدرات التصدير وتأمين الوظائف من خلال قدرته على التركيز على الإحلال محل الواردات. ويشدد الصناعي الزراعي على أن القطاع لن يكون قادرًا على تجاوز الحواجز الحالية وخلق الوظائف ما لم يكن هناك تدخل نشط من الدولة في إحياء الدورة الاقتصادية في لبنان.
تشدد الحاجة المهيمنة لحفاظ الوظائف اللبنانية في المستقبل القريب والمتوسط كأساس لنمو الشركات الخاصة في النهاية، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وخلق فرص التوظيف المتزامن، بتأكيد من رومن ماثيو، متخصص في الأسهم الخاصة، وإدارة الشركات، والاستثمارات الذي هو شريك مؤسس ومدير إداري في صندوق يورو مينا النشط إقليمياً. يخبر ماثيو إكزكيوتيف في مقابلة كيف أن فريقه وأصحاب المصلحة الدولي في التمويل يبتكرون حلولاً للتمويل والإقراض القابل للتحويل للشركات الصغيرة والمتوسطة اللبنانية المهددة.