Home إدارة الثرواتفرصة الإقراض النَّظير للنظير في لبنان

فرصة الإقراض النَّظير للنظير في لبنان

by Roxana Mohammadian-Molina

من خلال محادثات مع رواد أعمال لبنانيين وأصحاب شركات ومصرفيين وسياسيين، أجريت عدة مناقشات كاشفة حول التحديات والفرص التي تواجه النظام البيئي للشركات الصغيرة والمتوسطة في لبنان. بالنظر إلى تقليد البلاد الطويل في الخدمات المالية وقطاعها المصرفي الكبير، أعتقد أن التكنولوجيا المالية — مع حلول مثل الإقراض من نظير إلى نظير، وتعلم الآلة لتخصيص حلول التأمين، واستخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة الثروات — تشكل منافسًا جديًا لتجاوز تحديات التمويل التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في لبنان. 

فرصة للبنان 

إذن، ما هي العوامل التي يمكن أن تجعل التكنولوجيا المالية — وبالأخص الإقراض من نظير إلى نظير — تحول نظام الشركات الصغيرة والمتوسطة والبيئة الرقمية في لبنان؟ يتمتع لبنان بعدة نقاط قوة مترابطة، وهي: موقعه الاستراتيجي، نظامه الضريبي المواتي والمناطق الحرة، روحه الريادية، شبكة ناجحة للغاية من المغتربين حول العالم، والمواهب المحلية، والسكان المتعلمون والمتعددو اللغات.

الشركات الصغيرة والمتوسطة، وبالأخص الشركات الصغرى، هي المحركات الرئيسية للاقتصاد في لبنان. تشكل 95 في المئة من الشركات وتحسب لـ 50 في المئة من التوظيف. ومع ذلك، يمثل الوصول إلى التمويل قيدًا رئيسيًا؛ حيث يعاني 42 في المئة من الشركات الصغيرة والمتوسطة اللبنانية من صعوبة في الحصول على التمويل، وفقًا لمسح البنك الدولي للمؤسسات لعام 2014. 

على الرغم من وجود قطاع مالي ومصرفي كبير نسبيًا، فإن القروض في لبنان تذهب في الغالب إلى عدد قليل من الشركات الكبيرة، بينما تكافح الشركات الصغيرة والمتوسطة للحصول على التمويل. تمثل القروض المصرفية مصدراً بسيطاً للتمويل الحقيقي للشركات الصغيرة والمتوسطة حيث لا يتمتع سوى 17.5 في المئة بإمكانية الوصول إلى هذا المسار التمويلي، وغالباً مقابل الرهونات والضمانات التي تطلبها المؤسسات المالية اللبنانية. نظرًا لأن تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر سوق الأسهم غير موجود والقروض غير الرسمية غير شائعة، يعتبر التمويل الذاتي المصدر الرئيسي للتمويل على المدى القصير والمتوسط. ونتيجة لذلك، انفصل عدد كبير من الشركات الصغيرة والمتوسطة عن القطاع المصرفي تمامًا، وبذلك فقدت فرص النمو. 

قد يكون الإقراض من نظير إلى نظير هو الحل لمشاكل التمويل التي تواجهها الشركات الصغيرة والمتوسطة اللبنانية. في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة — وهما أكبر سوقين للإقراض من نظير إلى نظير في العالم من حيث الحجم — كان ظهور قطاع الإقراض من نظير إلى نظير استجابة للصعوبات في الحصول على التمويل في أعقاب الأزمة المالية العالمية. النموذج هو وسيلة للسماح للأشخاص بالاستثمار في الأعمال الصغيرة الخاصة بأصدقائهم وأقرانهم. بالمقارنة، فإن الشرق الأوسط لديه واحد من أعلى معدلات الادخار في العالم، ومع ذلك لا يستخدم الناس الكثير من الائتمان، ولا توجد فرص استثمارية كثيرة. يتمتع نموذج الإقراض من نظير إلى نظير بإمكانية وضع لبنان في نهاية الاستقبال للمدخرات ليتم توجيهها إلى نظام بيئة ديناميكي ومثير للشركات النصيرة والشركات الناشئة.

بينما يواجه لبنان حصته العادلة من التحديات المعقدة والطويلة الأجل، فإنني أعتقد حقيقة أن البلاد تمتلك القدرة لتصبح وادي السيليكون للشرق الأوسط. بالطبع، هناك عمل جاد لا يزال يحتاج إلى القيام به. لا يزال يتعين على لبنان العمل باستمرار على تحسين وتعزيز بيئته الاقتصادية (خاصة في البنية التحتية، التصنيفات العالمية، سهولة ممارسة الأعمال التجارية، وشفافية النظام القانوني). 

يتعين على الحكومة أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز قطاع الشركات الناشئة بمزيد من الإجراءات مثل: تخفيض الضرائب للشركات التكنولوجية، وإزالة العوائق البيروقراطية لتشجيع الاندماجات التكنولوجية العالية، وخلق شراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم رأس المال الاستثماري المحلي، وبرامج حاضنات التكنولوجيا العالية لدعم القطاع. التعليم الريادي هو أيضًا مكون مهم، ويجب أن تولي الجامعات اللبنانية الكبرى أهمية أكبر لتقديم برامج ريادة الأعمال لاستقطاب المواهب عبر الدولية واستهداف الفئات المحلية غير الممثلة. يجب أيضًا النظر في مبادرات أخرى، مثل مشروع التأشيرات لرواد الأعمال الأجانب. 

ومع ذلك، فإن كل ذلك يعتمد على ظهور قطاع الإقراض من نظير إلى نظير الذي يمثل فرصة جادة لتوفير الأكسجين اللازم للشركات الصغيرة والمتوسطة في لبنان والمساعدة في بناء نظام بيئي للشركات الناشئة ذو مستوى عالمي. كما يمثل حلاً عملياً لبعض التحديات التمويلية في لبنان. 

You may also like