هذه المقالة هي جزء من تقرير خاص ومفصل عن اللبنانيين في البرازيل. اقرأ المزيد من القصص عند نشرها هنا، أو احصل على عدد يوليو من الأكشاك في لبنان.
فوزي حاتن نشأ محاطاً بالأقمشة. هاجر والداه من لبنان في الخمسينيات وبدؤوا بتأسيس مصنع صغير للملابس – حيث صنعوا تصاميم أساسية بيعت في الشارع المشهور Rua 25 de Marco في ساو باولو. يقول: “كان والدي يصنع الجينز والشورتات. كانت تلك فترة حيث كانت الشركات الكبيرة تصنع الملابس وليس الأزياء.”
كطالب مراهق، زار حاتن إيطاليا ووقع في الحب. متشوق للسفر مرة أخرى لكنه لم يكن يمتلك المال للقيام بذلك، طلب من والده آلة خياطة لصنع الملابس للبيع. “لذلك بدأت ليس كفنان أو مصمم أزياء ولكن كتاجر – كما كان والداي وأجدادي.”
لكن سرعان ما تجاوَزَ الوظيفة إلى عالم الأزياء. “بدأت تظهر عروق الفنان في تلك الملابس. لطالما كان لدي نظرة ثلاثية الأبعاد عن كيف يجب أن يبدو الفستان.”
في الوقت الحاضر، هو واحد من أكبر مصممي الأزياء في البلاد؛ حيث ارتدت العديد من العارضات البارزات فساتينه، بما في ذلك عارضة البرازيل جيسيل بوندشين. نما في البرازيل ثم تابع بإعداد تصميمات لعروض في أسابيع الموضة في نيويورك وميلان.
ولكن مع زيادة نجاحه، أصبح حاتن مرهَقاً من العالم المادي أحياناً. في السنوات الأخيرة، باع أعماله في مجال الأزياء وتراجع قليلاً، مما منحه مساحة للبدء في أنشطة جديدة مثل التمثيل. وقد شارك مؤخرًا في أول مسرحية له، تدور حول حياة إيف سان لوران. “فهمت أنني مؤدي لذا ليس من الممكن أن أكتفي بشيء واحد بعد الآن، سأقوم دائمًا بعدة أشياء معًا.”
مثل العديد من اللبنانيين البرازيليين، لبنان لدى حاتن هو لبنان متخيل لا يشبه كثيراً الدولة الحالية. بالنسبة له، جذوره تتعلق بالكثير من الترف والصحراء بقدر ما تتعلق بالحرب الأهلية. “أنا لبناني، ذلك الإحساس عميق بداخلي – أحب البذخ، أحب الألوان، أحب المجوهرات، اعتدت ارتداء الكثير من الأشياء. أتعرف على هذه التأثيرات اللبنانية في داخلي.”
لم يزر لبنان قط لكنه زار مناطق أخرى من الشرق الأوسط ويرغب بشدة في الذهاب إلى بيروت. يقول: “في المغرب استأجرنا سيارة وسافرنا. أذكر عندما مررنا بصحراء بدأت بالبكاء دون سبب،” يقول. “لدي قليلاً من الخوف للذهاب إلى لبنان لأنني أعتقد أن التأثير سيكون قوياً جداً علي، هناك شيء هناك.”