Home المجتمعالتغطية الأساسية

التغطية الأساسية

by Executive Staff

في أبريل 2003، نجحت ACAL في الوصول إلى إطار عمل قابل للتنفيذ لقانون 1972 الذي يحكم التأمين الإلزامي ضد الغير للمركبات والذي يغطي الأضرار الجسدية. على الرغم من أنه قد يجادل البعض بأن الفترة المبكرة من التنفيذ لم تكن بالسلاسة التي كان يتمنى لها، إلا أنه لم يمض وقت طويل حتى يتم التقدير بأن سيناريو الإصابات الجسدية والوفيات الناتجة عن حوادث السيارات الغير المؤمن عليها قد تم القضاء عليها. والأهم من ذلك، أن ثقافة ‘الضرب والهرب’ قد تم تقليصها بشكل كبير حيث بات من غير المرجح أن يفر المتورطون في الحوادث من مكان الحادث بل أصبحوا أكثر ميلاً لمساعدة المصابين.

موضوع توسيع هذه السياسة لتشمل الأضرار المادية للغير هو قيد المراجعة وقد يتم تنفيذها في المستقبل القريب. لن نسمع بعد الآن قصصاً من أصدقاء ومعارف حول كيفية تعرضهم لحوادث مع سيارات لا تستطيع تقديم التعويض. لقد أثبتت الإحصائيات أن العديد من الحوادث تحدث في مكان العمل، خاصة مواقع البناء. ولوحظ أن فئة العمال ذات الدخل المنخفض تتعرض بشكل أكبر ليس فقط للإصابات الطفيفة، بل أيضاً للإعاقات التي يمكن أن تعرض رفاهيتهم ورفاهية معاليهم للخطر. بعد مناقشات مثمرة مع السلطات المعنية، أصبح توفير التأمين المناسب للعمال شرطًا للحصول على تصريح بناء. هذا التأمين يوفر تعويضًا عن العلاج الطبي (بما في ذلك الاستشفاء) وتعويضًا بعد الإعاقات أو الوفيات المتعلقة بالعمل.

كلنا نتذكر المشاهد المأساوية للمباني المنهارة والعواقب على السكان. لقد شعرت الحكومة الآن بالحاجة إلى تعزيز معايير السلامة للمباني الجديدة بدءاً من المرحلة المبكرة في التصميم. كانت ACAL نشطة في العمل مع اللجنة الرسمية التي تولت مسؤولية دراسة هذه المسألة والنتيجة كانت تشمل توصية بوجود سياسات تأمين مختلفة للمراحل المختلفة، بما في ذلك خطة تأمين لمدة 10 سنوات بعد الانتهاء من البناء لتعويض العيوب الهيكلية الكامنة. اللجنة البرلمانية تراجع هذه التوصيات ونشعر أنه لن يمضي وقت طويل قبل أن يتم تحسين معايير السلامة للبناء بشكل كبير.

من منظورنا، عملنا لا يساهم فقط في تحسين جودة الحياة في مجتمعنا بل أيضاً خلق فرص جديدة بشكل تدريجي لقطاعنا وزيادة حجم الأيدي العاملة اللبنانية. كما عملت ACAL على تحسين ظروف العمل الصعبة لشركات التأمين، بما في ذلك التعافي البطيء وتطوير الاقتصاد اللبناني بعد سنوات الحرب والزيادة العالية في تكلفة إعادة التأمين بعد أحداث 11 سبتمبر دون إمكانية زيادة سعر التأمين في أسواقنا. الأمر الأخير أدى إلى انخفاض في هوامش الأرباح، الحجم الصغير نسبياً للسوق اللبنانية والميزات الهيكلية التي لا تسهل توسع العمليات التأمينية اللبنانية في دول أخرى. في مواجهة هذه التحديات، عمل قطاع التأمين بشكل فردي وجماعي من خلال ACAL من أجل تحقيق أقصى إمكانيات التطور. شهدنا تقدمًا ملحوظًا في جودة عقود التأمين المتاحة للعملاء وأعتقد أن هذا كان النتيجة الطبيعية لاقتصاد السوق الحرة لدينا. في هذا المعنى، يتم استبدال سياسات التغطية التقليدية الفردية بمجموعة متنوعة من التغطيات مع أقساط تنافسية.

على الرغم من أنها قابلة للجدل، إلا أنه كان هناك بالتأكيد ابتكار واسع في قنوات توزيع السياسات التأمينية وهنا يجب علينا الاعتراف بإدخال التأمين المصرفي والأعمال الإلكترونية. هذه التقنيات تقلل من التكاليف الإدارية لعمليات بيع التأمين وتكلفة جمع الأقساط، بالإضافة إلى الوقت المخصص لإكمال عملية البيع.

جنبا إلى جنب مع ما سبق، سيكون التحدي دائمًا هو توفير الاستشارة المهنية للعميل حول متطلبات نقل المخاطر الخاصة به وملاءمة العقود التأمينية التي يشتريها، وهي جوانب لا تزال تخدم بشكل أفضل من خلال الوسطاء التأمينيين التقليديين.

إقليمياً، تمتلك شركات التأمين اللبنانية تقليدًا فخورًا بالتوسع الإقليمي، خاصة في الخليج. ومع ذلك، قد يتلاشى دورهم تدريجياً بسبب تطور قطاعات التأمين العربية ذات الرساميل المالية الكبيرة والمصالح الوطنية. في الوقت الحالي، تبدو هناك آفاق جيدة في سوريا. هناك توقعات عالية بأن دمشق قد تمنح تراخيص لشركات التأمين اللبنانية. تعمل ACAL بشكل وثيق مع ممثلي التأمين السوريين وقد أسسنا بالفعل مستوى ممتازًا من التعاون عبر الحدود.

في أماكن أخرى، نشهد جهوداً جادة لتعظيم إمكانات شركات التأمين اللبنانية للنمو والمنافسة. هذه الجهود هي نتيجة الالتزامات المشتركة للمشرعين والمنظمين وACAL. شكلت كفاية رأس المال والرقابة التنظيمية العناصر الأساسية لجهودنا. من الجانب القانوني، كان القانون الذي يحكم العمليات التأمينية في لبنان محط مراجعة جادة، مما أسفر عن صدور القانون المعدل لعام 1999. النتيجة كانت بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن ACAL تسعى إلى مزيد من التحسينات وتعمل حاليا على تعديلات قانونية أخرى سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب.

قامت ACAL بوضع إطار لتقييمات مستمرة للقطاع، وسنواصل إصدار التوصيات اللازمة ضمن سياق من التعاون الفعال مع كل الأطراف المعنية. إلا أننا نأمل في تغيير دورنا لنصبح ملزمين مع جميع شركات التأمين المرخص لها.

للتوضيح، قمنا بإنشاء ما نسميه CENTRALE DE RISQUES، حيث سنقوم بجمع البيانات المتعلقة بالمخاطر من جميع شركات التأمين لتكون متاحة لجميع الشركات الأعضاء بهدف تحسين جودة الاكتتاب التأميني وتقليل خطر الاحتيال. كما قمنا بتأسيس لجنة مشتركة مع الهيئات التنظيمية التي ستعنى ببناء إحصاءات السوق لتعزيز الشفافية. سيكون جدول أعمالنا للمستقبل هو زيادة التواصل مع السلطات بشأن الضرائب المفروضة على عملاء التأمين والمستفيدين. قد يكون القراء على دراية بأن العملاء الذين يشترون جميع عقود التأمين غير الحياة يجب أن يتحملوا الضرائب ورسوم الطوابع التي تتراوح بين 9% و11% من أقساط التأمين. أيضاً، التعويضات المستلمة من عقود الحياة تخضع لخصم ضريبي بنسبة 5%. على الرغم من أن هذه قد تبدو تساهم في الدخل العام، إلا أنها لا تشجع على النمو في سوق التأمين، وهو نمو قد يعوض عن أي فقدان للضرائب ورسوم الطوابع. لقد دعمت اقتصادات أخرى لفترة طويلة الحصول على التأمين بجعله قابلًا للخصم الضريبي. نظامنا بدلاً من ذلك ساهم في فقدان الفرص التأمينية المحلية، وخصوصًا في القطاعات البحرية والحياة، حيث أن الأسعار الدولية جذابة ومتاحة بسهولة وفقدان الاستثمارات الأجنبية المباشرة المحتملة.

أخيراً، يشرفني أن أعلن أن مؤتمر التأمين العربي العام الخامس والعشرون سيعقد في لبنان في مايو 2004 بمشاركة عدد كبير من المشاركين من شركات التأمين العربية والدولية. سيترأس الحدث من قبل ACAL والموضوع سيكون ‘التأمين العربي: نظرة إلى المستقبل’. باختصار، سيركز عملنا على وضع توصيات ذات طبيعة استباقية تسمح لشركات التأمين العربية بمواجهة تحديات المستقبل بمستوى عالٍ من الجاهزية.

You may also like