Home تعليقفضيحة ‘قطرغيت’ تتفجر

فضيحة ‘قطرغيت’ تتفجر

by Paul Cochrane

عندما فازت قطر بعطاء استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 في عام 2010، تفاجأ عشاق كرة القدم حول العالم من القرار. كان الكثيرون يشكّون في الأمر، نظرًا لأنهم لم يتمكنوا حتى من تحديد موقع شبه الجزيرة الخليجية الصغيرة على الخريطة. قليلون كانوا يعلمون أن لقطر فريق كرة قدم وطني. علاوة على ذلك، بدت الدوحة موقعًا حارًا للإقامة كأس عالم صيفي. 

في الواقع، ومنذ الصفارة الافتتاحية، قدَّم النقاد أن قطر قامت بشراء العطاء. ومنذ ذلك الحين، حاولت قطر والفيفا إثبات أن الاستحقاق وليس أموال النفط هي التي أثرت على القرار. لم يكن ديوان قطر ولا الفيفا مسرورين حين ظهرت مجلة فرانس فوتبول تغطي الصفحة الأمامية بعدد يناير مشيرة بتعبير “Le QATARGATE”. كان بداخلها تقرير من 20 صفحة يوضح كيف قامت الدوحة بشراء العطاء ويحث الفيفا على سحب قطر كمضيفة.

فيما أطلق عليه المجلة “أعمال التواطؤ والفساد”، يظهر التحقيق كيف استخدمت قطر سخاءها للتأثير على أعضاء لجنة الفيفا التنفيذية للتصويت لصالحها، وقدمت تبرعات لمبادرات الشباب من خلال أكاديميتها الرياضية “أسباير” في بلدان لديها ناخبون في اللجنة، كما قدمت مبلغ 1.25 مليون دولار “لرعاية” مؤتمر الاتحاد الإفريقي للفوز بأربعة أفارقة في اللجنة.

بالإضافة إلى ذلك، تم عرض ملايين الدولارات لإعادة تنشيط كرة القدم الأرجنتينية للحصول على صوت، وتم دفع ملايين للاعبين مشهورين للثناء على قطر أمام الصحافة. 

ركزت بعض الأخبار الأكثر إفادة على فرنسا نفسها. ذكرت مجلة فرانس فوتبول أنه في نوفمبر 2010، نظم الرئيس آنذاك نيكولا ساركوزي عشاء للأمير القطري، ورئيس اتحاد كرة القدم الأوروبي ميشيل بلاتيني وعضو في صندوق استثماري يمتلك فريق باريس سان جيرمان المتعثر. ربما كان الأمر محض صدفة، لكنه بالتأكيد أثار الدهشة، حيث صوت بلاتيني لقطر في عطاء الفيفا بعد أسابيع قليلة. في عام 2011، قامت قطر القابضة، صندوق الثروة السيادي القطري، بشراء حصة في نادي باريس سان جيرمان وباقي الحصة في عام 2012. منذ ذلك الحين، أنفق باريس سان جيرمان أكثر من 250 مليون دولار لاكتساب لاعبين بارزين، بما في ذلك ديفيد بيكهام بعقد قدره مليون دولار شهريًا. بالإضافة إلى ذلك، أقامت قطر قناة تلفزيونية فرنسية beIN Sport وأنفقت 200 مليون دولار للحصول على حقوق بث كرة القدم الفرنسية حتى 2016. 

لكن ماذا يعني كشف مجلة فرانس فوتبول؟ لقد بدأت تحقيقات الآن يمكن أن تسحب البطولة من الدوحة لعام 2022، الذي سيتم منحه للمركز الثاني، الولايات المتحدة. هناك تكهنات واسعة أن هذا لن يحدث، لأنه سيكون ضارًا جدًا للفيفا — حيث يمكن أن يفتح تحقيقات حول شفافية عطاء روسيا لكأس عام 2018 — وسيوجه ضربة مؤلمة لسمعة قطر، ناهيكم عن خطط ميزانيتها مع مبلغ مذهل يبلغ 65 مليار دولار سيتم إنفاقه لاستضافة الكأس. 

أيضًا، تدفع قطر نحو تعديل جدول الزمني للحدث ليكون في الشتاء بدلاً من الصيف القائظ. هذا سيواجه معارضة شديدة من الدوريات الأوروبية لكرة القدم، التي ستتزامن مواسمها مع هذه التغييرات (على الرغم من أنه ربما ليس من الفرنسية). 

ما هو واضح جدًا هو أن قطر لن تتمكن أبدًا من التخلص من فكرة أن أموالها النفطية اشترت كأس العالم 2022. ولكن مهما كان مصير الجدولة، وإذا ما بقيت قطر فعلًا كمضيف، سيتعين على الدوحة التأكد من تحقيق حدث مذهل، الذي يبدو الآن هشًا بالنظر إلى البنية التحتية المطلوبة — مترو الأنفاق وخطوط القطارات وآلاف الغرف الفندقية — وأن التكنولوجيا للملاعب المكيفة التي تم التفاخر بها لم يتم اختبارها بعد. 

في هذه الأثناء، هناك “قضية قطرية أخرى” تلوح في الأفق: كيف تمكنت المملكة الخليجية من أن تصبح “عضوًا شريكًا” في المنظمة الدولية للفرانكوفونية (IOF) في أكتوبر الماضي دون المرور بمرحلة المراقب، مع وجود أقل من 1 في المائة من سكانها يتحدثون الفرنسية، وكونها مستعمرة بريطانية حتى عام 1971؟ من اللافت للنظر أن قطر يبدو أنها ضغطت بشدة على الدول الأفريقية لدعم عضويتها في المنظمة الدولية للفرانكوفونية. 

 

بول كوتشرين هو مراسل الشرق الأوسط لخدمات الأخبار الدولية

 

You may also like