Home تعليقبحر من الأسماك الصغيرة

بحر من الأسماك الصغيرة

by Camille Moussa

سواء كانت صناديق الاستثمار المشترك، صناديق التحوط، صناديق الأسهم الخاصة، الحسابات المُدارة، الأوراق المالية الفردية أو أي استثمار بديل آخر، يمكن الافتراض بأمان أن احتياجات الأفراد ذوي الثروات العالية يتم تلبيتها من قبل البنوك والمؤسسات المالية المحلية والدولية. هناك وفرة من المنتجات والخدمات المالية لتلبية احتياجات هؤلاء الأفراد، وللبنوك والمؤسسات المالية، من المنطقي استهدافهم من الناحية التجريبية نظرًا لأنهم يمتلكون أكبر مجموعات من المال.

ولكن ماذا عن الفرد الذي يمتلك بضعة آلاف من الدولارات ولا يستطيع حتى شراء صندوق استثماري في بنك لأن الحد الأدنى المطلوب للاستثمار يتراوح من 5,000 دولار إلى 100,000 دولار؟ ماذا عن الشخص الذي ليس لديه أي أموال مُدخرة، ولكنه يرغب في البدء في خطة استثمارية بشكل مستمر؟ ما هي خيارات التوفير أو الاستثمار المتاحة لهم اليوم؟

التحديات الشائعة

هناك عاملان يعيقان قدرة الشخص العادي على المشاركة في أسواق المال محلياً. الأول هو قلة التعليم حول الأسواق المالية، والثاني هو نقص المنتجات المصممة لتلبية احتياجات هذا الشخص. وهذا يترك الأفراد العاديين بخيارات ثلاثة: إيداع الأموال في البنك حيث تنتظر للحصول على معدل فائدة سيقوم التضخم بالتآكل منه ببطء ولكن بثبات؛ فتح حساب تداول برافعة مالية مع الأمل في مضاعفة هذا الرأسمال الصغير، ليختفي في الهواء الطلق؛ أو شراء بعض منتجات التأمين والتوفير التي تعد بشيء ما، ولكن فقط في حال حدوث شيء آخر، بينما لم يتم التأكد من ماهية هذه ‘الأشياء‘.

اليوم، تسعى البنوك والمؤسسات المالية بشكل حثيث إلى إنشاء صناديق استثمارية لأنها تدرك أهمية تقديم مجموعة من الطرق لعملائها للتوفير والاستثمار. بسبب فرض البنوك لمبلغ أدنى للاستثمار، تظهر بعض الأسئلة: ماذا يحدث للشخص الذي ليس لديه هذا الحد الأدنى المطلوب؟ ماذا لو كنت شخصًا بدون رأس مال يمكن استثماره، ومع ذلك يمكنني تخصيص بضع مئات من الدولارات شهريًا؟ ما هي خياراتي؟

في هذه المرحلة، الخيار الوحيد هو نوع من منتج التأمين الادخاري الذي يتيح لي المساهمة بمبلغ صغير من المال على أساس منتظم. ليس هناك أي شيء خاطئ في هذه المنتجات، ولكن ألم يكن من الأفضل أن يكون هناك بديل آخر للمستثمرين لاتخاذ قرار حول كيفية التوفير؟ في الولايات المتحدة، يمكن للمستثمرين شراء الصناديق الاستثمارية بحد أدنى قدره 100 دولار شهريًا — وهو أقل بكثير مما هو عليه الحال في لبنان. وهذا يمنحهم الانضباط لتوفير الأموال على أساس منتظم. كما يوفر لهم تنويعًا وتقليلًا للمخاطر وحماية تنظيمية.

علاوة على ذلك، فإن هذا ‘التوسيط بتكاليف الدولار‘ يسمح للناس بالاستثمار في جميع مستويات الأسواق، ويجبرهم على المساهمة في صندوق استثماري بشكل مستمر ويقلل مخاطر توقيت الأسواق واستثمار المبالغ الكبيرة. يشكل هذا الفرد على تبني عقلية المستثمر طويل الأجل، وليس المتداول قصير الأجل، حيث إنه لا معنى للتفكير في التوسيط بتكاليف الدولار على المدى القصير. هذا، بدوره، سيقلل من الموقف المراهن تجاه الأسواق. سوف يعلم الناس ما يشترونه حيث تكون الصناديق منظمة وشفافة، وهذا سيمكنهم من تحقيق عوائد محتملة أعلى من الودائع البنكية ومنتجات التأمين.

التوسيط بتكاليف الدولار هو أمر حيوي، ولكن الأهم هو تطبيقه من خلال الصناديق الاستثمارية. إنه وسيلة فعالة تسمح للناس بزيادة رأسمالهم الصغير إلى مبلغ لائق في المستقبل. العوائد المحتملة الأعلى من الاستثمار في أسواق المال تكون بالتأكيد أكثر جاذبية من الودائع البنكية أو منتجات التأمين. يبلغ متوسط ​​معدل العائد على الودائع حوالي 3-3.5 في المائة، مقارنة بالعائد التاريخي الذي يبلغ حوالي 9–10 في المائة في أسواق رأس المال الأسهم. وبالتالي، فإن المساهمة الشهرية التي تبلغ 250 دولارًا ستعطي حوالي 55,000 دولار في 15 عامًا، مقارنة بعائد تقريبي يبلغ 100,000 دولار ينتج من أسواق رأس المال.

هذه الطريقة في الاستثمار مثالية لأولئك الذين يخططون لتوفير التقاعد وتعليم أولادهم. ينبغي أن تكون أسواق رأس المال متاحة ليس فقط للمستثمرين الكبار؛ بل يجب أن يكون بمتناول المستثمرين الصغار وأولئك الذين لديهم صناديق محدودة للاستثمار في هذه الأسواق والاستفادة من عوائد أعلى وحماية تنظيمية.

You may also like