باختصار
- يستفيد أصحاب العمل والموظفون من نموذج العمل الافتراضي.
- لديه القدرة على تعزيز النمو الاقتصادي اللامركزي.
- يمكن أن يكون درعًا للشركات في أوقات الأزمات.
لقد فاقمت الأزمة السياسية في لبنان أزمة اقتصادية كانت تلوح في الأفق لعقود. تضاف أخبار إغلاق الأعمال وتخفيض الرواتب وتسريح العمال إلى قلق اللبنانيين الذين يعانون بالفعل تحت عبء أزمة السيولة والمالية المستمرة. بدون إصلاحات مستعجلة، يواجه الاقتصاد خطر دخول ركود عميق.
التكيف للبقاء
إن العواقب الحالية والمحتملة لهذه الأزمات المزدوجة كارثية، خاصة على الشركات اللبنانية. للبقاء على قيد الحياة، يجب على الشركات تقليل نفقاتها. للأسف، الغريزة الأولى في هذه الظروف هي تسريح العمال – وهذا لن يؤدي إلا إلى إلحاق المزيد من الضرر بالاقتصاد على المدى الطويل.
بدلاً من ذلك، يجب على الشركات التكيف للبقاء. هنا يلعب النموذج الافتراضي دورًا كبيرًا. يقوم العمل الافتراضي بمعظم أو كل أعماله عبر الإنترنت، مما يلغي التحديات المتعلقة بتكاليف المكاتب، والموهبة الجغرافية غير القابلة للوصول، والنقد المتدفق النادر. هناك مجموعة متزايدة من الأدلة to تشيرإلى أنه إذا تم تبني النموذج الافتراضي بشكل صحيح، فإنه يمكن أن يكون منتجًا ومربحًا على حد سواء. وقد أدت استراتيجيات التحول الرقمي المتقدمة و تكنولوجيا المعلومات إلى نجاح دولي لشركات متنوعة مثل Dell، Articulate وBuffer. ومع ذلك، في لبنان لا تزال الشركات لم تتبن هذا التغيير بعد. مع الأزمة الحالية، قد يضطرون إلى ذلك.
تبني نموذج العمل عن بعد له فوائد متبادلة للموظفين وأصحاب الأعمال. يمكن للأخير أن يوفر في تكاليفهم – الكهرباء، الإنترنت، الإيجار، لوازم المكتب، والحفاظ على المواهب – فضلاً عن الحصول على مرونة أكبر في إدارة أعمالهم، بينما يمكن للأول توفير الوقود، الوقت الذي يُنفق في الازحامات المرورية، الغذاء وتكاليف الأزياء المهنية، ويمكن أن يكون لديه ميزة اقتصادية على الزملاء الذين يعملون من المكتب. في حالة لبنان، ستقلل عدم الاستقرارية الحالية من التأثير على الشركات التي تتبنى النموذج الافتراضي حيث سيتمكن الموظفون من الاستمرار في العمل دون أن يتأثروا بإغلاقات الطرق نتيجة الاحتجاجات المستمرة.
يملك النموذج الافتراضي أيضًا القدرة على التأثير على المستوى الاقتصادي العام للدولة، حيث أن المدن التي تقع خارج بيروت يمكن أن تستفيد من تدفقات الدخل والاستثمار. العمل الافتراضي يسمح للموظفين بالبقاء في مدنهم الأصلية بدلاً من الانتقال إلى العاصمة، وإنفاقهم واستثماراتهم في هذه المدن، إذا كانت على نطاق واسع بما يكفي، يمكن أن تساعد على تعزيز دفعة لامركزية تساهم في النمو الاقتصادي للبنان.
هل يمكن أن ينجح؟
التحول إلى النموذج الافتراضي هو تغيير كبير يتطلب الوقت والجهد. إذا تم تنفيذه بشكل صحيح، يمكن لهذا النموذج مساعدة الشركات على البقاء خلال الأوقات الصعبة.
ليس كل الأعمال يمكن أن تعمل عن بعد، ومع ذلك هناك مستويات مختلفة من الصعوبة في التحول إلى العملية الافتراضية. إذا كان لدى العمل هيكل تنظيمي واضح وقوائم مهام، يمكن أن تكون العملية أكثر سلاسة. من ناحية أخرى، الشركات التي لديها هياكل تنظيمية معقدة والتي لا تستطيع الوصول عن بعد إلى ملفاتها ستواجه صعوبة.
يتطلب النموذج الافتراضي أيضًا استخدام أدوات ويب لإدارة الفرق الافتراضية. هذه الأدوات متوفرة بالفعل على غالبية أجهزة الكمبيوتر المحمولة. يمكن للشركات أيضًا شراء أدوات أكثر تطورًا كجزء من تكاليفها الثابتة.
النجاح في افتراض بنية العمليات والبنية التحتية للشركة يعتمد كثيرًا على الفريق. بينما تسعى الشركات إلى الإصلاح الكامل، واحدة من أكبر العوائق هي العثور على موظفين بالمهارات المناسبة.
عامل نهائي وأساسي هو الثقة. يجب على المديرين أن يكتسبوا ثقة فرقهم عن طريق تزويدهم بالأدوات الصحيحة، التدريب، والمكان المناسب لتزدهر.
يجب على الموظفين أيضًا إظهار التزامهم من خلال سير العمل المنظم وفي الوقت المناسب. فقط من خلال الجمع بين كل هذه العناصر يمكن للعمل أن يصبح نجاحًا افتراضيًا.
بينما يسابق لبنان الزمن لتجنب انهيار اقتصادي، يجب على الشركات أن تتخذ تدابير لحماية نفسها وموظفيها. النموذج الافتراضي يمكن أن يكون الدرع الذي يحمي العمل من كارثة مالية. كما يمكن أن يلعب دورًا في تنشيط الاقتصاد خارج بيروت.