يتم تصوير بيروت كامرأة من قِبل العديد من الفنانين المشهورين، مثل الرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، الذي رسم خلال الغزو الإسرائيلي عام 1982 كاريكاتيرًا لشخصيته الشهيرة حنظلة يقدم زهرة من خلال ثقب في الجدار لامرأة أطلق عليها اسم بيروت. هي حاملة صابرة لتاريخنا المؤلم، هي شافية لجراحنا، وقد قررت أن تنهض من الركام، وتأخذ الزهرة، وتحول مدينتها إلى مكان مزدهر وتقدمي تستحقه.
احذر من الأم اللبنانية، فهي راعية، صبورة، وحكيمة. حبها الغامر لأولادها لا يعرف حدودًا. تطمح دائماً أن يتوافقوا ومستعدة لفعل أي شيء لتحقيق ذلك. توبخ عندما يكون ذلك ضروريًا وتغمرهم بحنانها دوماً. هي واقعية لا تتزعزع، قادرة على الغفران، لكنها تستطيع أيضًا أن تُسقط أكبر الرجال بنظرة واحدة. تراقب أبناءها وهم يدمرون أنفسهم، محبطة من قدرتهم اللانهائية على الكراهية والانقسام والتخريب، لكنها الآن ستشل أكمامها لإصلاح كل ما انكسر من خلال قوتها الحكيمة التي وُلدت من الآلام التي تحملتها.
لقد حان الوقت ليقر الناس بالنساء القويات والواثقات والجريئات اللواتي أنجبتهن أمنا العظيمة لبنان. نساء استطعن إثبات وجودهن في مواقع السلطة في جميع القطاعات. نساء نثق بهن لقيادة المصالحة الحقيقية وإعادة إعمار لبنان.
بيروت حنظلة امرأة. لن يستطيع رجل أن يتحمل أو يصلح الأذى الذي أحدثه بنفسه.