الحكمة التقليدية في سوق العقارات اللبناني، وأنا متأكد أن قارئي هذه المجلة قد سمعوها مليون مرة، هي: “قيمة العقارات لا تنخفض أبداً.” مما يجعلها الاستثمار أو أداة الادخار التي لا شك فيها والتي اعتمدناها عبر الأجيال.
صناعتنا العقارية معتادة على تجاوز الأزمات السياسية والاجتماعية الاقتصادية، ولها ميل للاستقرار خلال الأوقات الصعبة قبل أن تستعيد نشاطها مرة أخرى عندما تمنح القوى الجيوسياسية لبنان دورًا جديدًا للقيام به. مطورو العقارات لديهم عادة لعق جراحهم و شد الأحزمة خلال فترات الاستقرار هذه ليتجاوزوا العواصف..
ومع ذلك، فإن الأزمة الحالية في قطاع العقارات التي بدأت في ربيع عام 2010 استمرت لفترة أطول مما يمكن لأي مطور عقاري أن يحتمل. فقد تضخمت بفعل مديونيتهم ومع اقترانها بعدم احترام حكومتنا لسيادتنا – التي تواصل الفشل في تقليل التأثير الخارجي أو مشاحناتهم الداخلية الأنانية – دفعت مطوري العقارات إلى اتخاذ تدابير والتصرف بطرق لم نشهدها من قبل.
الأسعار يتم تخفيضها والشركات تنفجر من الداخل، مما يؤدي إلى تبخر قيمة أصولنا وعقاراتنا معها. في غياب سياسة مالية تقدمية، تُرك البنك المركزي لوحده لوضع حوافز مبتكرة للحفاظ على الطلب على العقارات وإبقاء الصناعة واقفة.
ومع ذلك، فإن البنك المركزي اليوم، في خضم جمود سياسي آخر، غير قادر على الاستمرار في دعم الاقتصاد اللبناني بما يتجاوز التوقعات المعقولة. تُركت صناعة العقارات لتجد طريقة للبقاء بنفسها. نحن نؤمن بروح المبادرة والحنكة التجارية للقطاع الخاص اللبناني. قد يتضاءل الصبر، لكننا نبقى واثقين في قدرتهم على التغلب على العقبات الحالية.