لقد ثبت مرارًا وتكرارًا أن عقولنا الساذجة والبسيطة عرضة للأعذار الواضحة. هي تحمينا من قبول الحقائق على الأرض وتسمح لنا بالدوران في واقع خيالي بدلاً من ذلك—واقع يناسب طموحاتنا وآمالنا. أحيانًا يكون الواقع غير مقبول لدرجة أنه يحتاج إلى الاستيعاب والهضم، والقمع والإنكار، قبل أن نتمكن من الاستمرار.
جريمة قتل جمال خاشقجي الشهر الماضي تلزمنا بالتوقف ومواجهة الواقع المرير. كانت وفاته بشعة للغاية وصارخة لدرجة أنها أيقظت الكثيرين من أوهام فضائلهم العمياء. في العالم القائم على المصالح الذي نعيش فيه، لا يسود سوى الجشع والأنا والجهل وعدم احترام الكرامة الإنسانية وتجاهل النزاهة. إن المصالح الوطنية والجشع، الذي يتم تضخيمه بواسطة أنانية القادة، هي التي تقرر مصيرنا.
هذا الاضطراب في النظام العالمي يوضح مدى عدم نضج نخبنا السياسية في تقييم الوضع الجيوسياسي الإقليمي وتأثيره على لبنان. فشلهم السياسي لا يختلف عن جهلهم الاقتصادي وعدم اهتمامهم. اعتمادهم على وعود الأمم الكبرى لضمان استقرار لبنان لا يحدد ما يعنيه الاستقرار ولمن يخدم هذا الاستقرار. إذا كان الوضع الحالي هو التعريف للاستقرار، فإننا لا نريده. إنه يخدم مصالح الآخرين على حساب سيادتنا. لا يسمح بأي تفكير تقدمي حول التنمية والتغيير.
للتعمق أكثر، فإن رواد أعمالنا الساذجين يقعون في نفس المأزق. بينما يعيشون في فقاعتهم، محاكاة لوادي السيليكون، يعرضون ضعفهم أمام الطمع والمصلحة الشخصية والشعور بالاستحقاق الذي يحيط بهم. هناك وضع قائم مقلق يستقر—وضع يفتقر إلى المساءلة والالتزام بأفضل الممارسات.
ما لم نفتح أعيننا ونتعامل مع الواقع، ستظل أمتنا ضعيفة غير ذات سيادة، غير قادرة على حماية الشباب الريادي.
استيقظ. راقب ظهرك.